استغلال "أنتينا تريس" للصورة المتعلقة بجريمة الدارالبيضاء "خطأ مهني قاتل" ذكرت يومية (لاديرنيير أور) الأكثر انتشار ببلجيكا ، اليوم الأربعاء، أن أسرة بلجيكية من أصل مغربي تعيش باتيربيك، قررت رفعت دعوى أمام القضاء البلجيكي من أجل "المس بالحق في احترام الحياة الخاصة، وتحريف صور" في علاقة بأحداث العيون الأخيرة. وكتبت الصحيفة أنه تم رفع دعوى من أجل "المس بالحق في احترام الحياة الخاصة، وتحريف صور" تتعلق بجريمة ارتكبت في يناير 2010 بالدارالبيضاء ولقي خلالها خمسة أفراد من أسرة الراشدي مصرعهم، مشيرة الى أن هذه الصور تم استخدامها بشكل مغلوط من قبل بعض وسائل الإعلام، خاصة الاسبانية، لتضليل الرأي العام بخصوص حقيقة أحداث العيون. وأبرزت اليومية أن هذه الصور لجثث مشوهة والتي تم استعمالها "خارج سياقها"، كانت صادمة بالنسبة لرشيدة الراشدي التي تعيش رفقة طفلتيها باتيربيك، مضيفة أن هذه الأخيرة وكذا خالها المختار "لجآ الى القضاء البلجيكي للحيلولة دون تركيب او تحريف او استغلال هذه الصور ضد المغرب". وقد تم تبرير تدخل النقيب السابق بيير ليغروس في هذه القضية كمحامي لاسرة الراشدي، ب"إخلال" إحدى القنوات التلفزية الاسبانية التي قدمت الصور "ليس كمأساة عائلية ولكن كدليل على جريمة ناتجة عن القمع" خلال أحداث العيون. من جهتها، تحدثت القناة التلفزية العمومية البلجيكية "ار. تي. تي. اف" على موقعها الإلكتروني، عن الندوة الصحافية التي عقدها اليوم الاربعاء ببروكسيل ، محامو "ضحايا وسائل الاعلام الاسبانية" . وقد أعلن دفاع الضحايا خلال هذه الندوة، انه سيتم رفع دعاوى ضد وكالة ( اوروبا بريس) و القناة التلفزية الاسبانية (انتينا 3 ) بإسبانيا وربما ببلجيكا أيضا لنشرهما وبثهما لأخبار مغلوطة. وحسب السيد بيير لوغروس،فإن هذا البث المغلوط يمكن الطعن فيه من الناحية القانونية ببلجيكا، سواء على الصعيد المدني لأن الخطأ المهني للصحافي غير قابل للجدل ، وكذا على الصعيد الجنائي". وأشارت القناة التلفزية العمومية البلجيكية الى انه سيتم خلال هذا الاسبوع رفع دعوى جنائية باسبانيا من قبل محامي اسرة الراشدي بالمغرب، السيد عبد الكبير طبيح، الذي يرى أن قناة (انتينا 3 ) ، التي تلاعبت بالرأي العام الاسباني وضللته لاغراض سياسية، مطالبة بأن تقدم اعتذارات علنية، لرد الاعتبار لشرف أسرة الراشدي". وفي السياق نفسه،أكد المحامي البلجيكي مي بيير ليغروس، الذي يمثل أفراد عائلة الراشدي المقيمين ببلجيكا، أن بث القناة التلفزية الإسبانية "أنتينا تريس"، بشكل مغرض، لصورة جريمة وقعت بالدارالبيضاء، وسقط ضحيتها أفراد من هذه العائلة، على أساس أنها وقعت خلال أحداث العيون، يعد "خطأ مهنيا جسيما". وأعرب ليغروس، في ندوة صحفية عقدها المحامون المغاربة والبلجيكيون ممثلو الأشخاص الذين تم استغلال صورهم أو أسمائهم قصد تحريف الحقائق المتعلقة بأحداث العيون، عن إدانته للاستغلال المتعمد لصورة جثث أشخاص تعرضوا للقتل بطريقة وحشية قصد تضليل الرأي العام. وقال إن سلوكا من هذا القبيل يتناقض مع أخلاقيات مهنة الصحافة، وإن عدم احترام الموتى يثير حساسية كل من له علاقة بهذه القضية، مذكرا بأن أبسط القواعد المهنية تفرض التحقق من مصادر المعلومات. وبعدما وصف بث هذه الصورة ب"الاحتيال والمتعمًّد"، أبرز عضو هيئة المحامين ببروكسيل أن العبارة المرفوقة بالصورة تؤكد بشكل واضح وجلي أن الأمر يتعلق بأحداث العيون، مؤكدا أن الأمر لا يمكن أن يكون مجرد خطأ عابر. وبخصوص الدعوى القضائية الجديدة ضد القناة التلفزية الإسبانية ببلجيكا، أوضح ليغروس أنه يمثل أفراد عائلة الراشدي البلجيكيين من أصل مغربي الذين قرروا رفع دعوى قضائية ضد "أنتينا تريس" التي تلتقط ببلجيكا. من جانبه، أكد المحامي عبد الكبير طبيح، الذي يمثل عائلة الراشدي بالمغرب، أن بث هذه الصورة يعد "انتهاكا صارخا" لحقوق موكليه من قبل وسائل الإعلام الإسبانية، التي "زيفت وحرفت الحقيقة عن عمد، وبالتالي مست بهؤلاء الضحايا ومجموع الشعب المغربي". وحسب الأستاذ طبيح، فإن استغلال قناة "أنتينا تريس" لمأساة هذه العائلة، أدى إلى تضليل الرأي العام الإسباني. وقدم المحامي المغربي للصحفيين البلجيكيين والأوروبيين، الذين حضروا هذه الندوة الصحفية، نسخة من الجريدة المغربية التي كانت قد نشرت الصورة كدليل قصد مقارنتها مع تلك التي بثتها "أنتينا تريس". وقال "إن جميع الأدلة اقترنت لتبرز توظيف القناة الإسبانية لهذه الصورة". وأضاف أن تأثير استغلال هذه الصورة لم يقتصر على المس بعائلة الراشدي، وإنما كان السبب وراء تنظيم مظاهرة معادية للمغرب بإسبانيا، كما كانت السبب وراء القرار الذي اتخذه البرلمان الإسباني ضد المغرب. وعبر الأستاذ طبيح عن أسفه لكون "ذلك يفسر الانتشار الإعلامي الذي تحظى به قناة +أنتينا تريس+ والتأثير الذي تمارسه على الرأي العام الإسباني"، مضيفا أن هذا التأثير أدى إلى اتخاذ قرار ضد المغرب من قبل البرلمان الأوروبي. وأكد الأستاذ طبيح أنه "بانتهاك +أنتينا تريس+ لجميع القوانين والقواعد الجاري بها العمل، والذي نجم عن سلوك احتقار الآخر، فإنها لم تحترم أيضا المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان". وأضاف أن موقف هذه القناة الإسبانية "يتعارض مع القوانين الإسبانية المتعلقة بأخلاقية مهنة الصحافة والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان التي جعل منها المجلس الأوروبي وأوروبا برمتها قضية حتمية للتغلب على الجهل والاستبداد لإبراز قيمة الكائن البشري دون تمييز". من جانبه، أكد الأستاذ عبد الفتاح زهراش، الذي يمثل السيدة الغالية بوعسرية والسيد عبد السلام الأنصاري، اللذين سبق وأن أعلنت وكالة الأنباء الإسبانية "أوروبا بريس" وفاتهما، بأن نشر هذا الخبر عن موكليه يشكل انتهاكا للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان. وأضاف الأستاذ زهراش أن الإعلان عن هذه الوفاة لم يهز أفراد العائلة وأصدقاءها بل أيضا موكليه المعنيين، معربا عن عميق امتعاضه من كون وسائل الإعلام الإسبانية، وبكل الوسائل اللوجستية التي تتوفر عليها، عمدت إلى تشويه الحقائق بإعلانها عن وفاة موكليه في أحداث العيون، دون تقديم أي اعتذار. وقال الأستاذ محمد كرم، الذي يمثل صحيفة (الأحداث المغربية) المالكة لحقوق الصورة لجريمة الدارالبيضاء، إن قرار ملاحقة "أنتينا تريس" أمام المحاكم المختصة، اتخذ بسبب التلاعب المتعمد لاستغلال صورة نشرتها الصحيفة المغربية. وأكد أن هذه القناة الإسبانية لم تعمل قط على التحقق من مضمون الصورة وأصلها، معربا هو الآخر عن عميق امتعاضه إزاء موقف "أنتينا تريس"، التي لم تعترف بخطئها، وبالتالي لم تقدم حتى الآن أي اعتذار في هذا الصدد. وخلص إلى أن هذه القناة "تعمدت التلاعب بالرأي العام الإسباني وكذا بمستعملي الانترنيت والمشاهدين خارج إسبانيا لدعم موقفها ووجهة نظرها المتحيزة، وتأليب الرأي العام ضد المغرب".