تقديم دعوتين قضائيتين ضد قناة «أنتينا تريس» التي بثت صورة زعمت أنها تتعلق بضحايا أحداث العيون أكدت هيئة دفاع الأسرة المغربية التي بثت القناة التلفزية «أنتينا تريس» الإسبانية صورة جريمة قتل تعرض لها أفراد العائلة بالدارالبيضاء على شاشتها كجرائم زعمت أنها وقعت خلال أحداث العيون أن مسؤولي القناة قاموا بخرق سافر ومتعمد لدستور المملكة الاسبانية ولقانونها الجنائي وللقانون العام المنظم للإعلام السمعي البصري. وأبرزت هيئة الدفاع خلال ندوة صحافية عقدت أول أمس الخميس بمدريد بحضور العديد من ممثلي وسائل الإعلام الاسبانية والدولية أن شكاية الأسرة المغربية ليس لها أي علاقة مع أي خلاف سياسي وإنما غرضها المطالبة بتطبيق القانون الاسباني والاحتماء بالقضاء الاسباني من أجل جبر الضرر الذي لحقها بفعل مسؤولي القناة الاسبانية مادام أن القانون الجنائي الاسباني يعاقب في الفصل 197 على الافعال المرتكبة من طرف مسؤولي قناة «أنتينا تريس». وتضم هيئة الدفاع الأساتذة عبد الكبير طبيح محام بهيئة الدارالبيضاء وإنريكي بيامود محام بهيئة مدريد وعبد المالك الورديغي محام بهيئة الدارالبيضاء. وفي هذا الصدد أكد المحامي عبد الكبير طبيح، خلال هذه الندوة الصحفية التي تميزت بحضور أب أسرة الراشيدي وابنته اللذين نجيا من هذه الجريمة، أن الأسرة المتضررة قررت عن وعي اللجوء إلى العدالة الاسبانية والمطالبة بتطبيق القانون الاسباني علما أن صور جثث الأسرة تداولتها عدة قنوات تلفزية كما تم نشرها عبر الانترنيت مما يعني أن العالم اطلع عليها وتلقاها في السياق الإخباري الذي قدمته القناة التلفزية الثالثة الاسبانية وهو ما يصعب بل وقد يستحيل تصحيحه للرأي العام الاسباني والدولي. وأشار المحامي طبيح إلى أن اختيار العارضين للقانون والقضاء الاسبانيين هو اختيار ينطلق من كون هذا القضاء سينصفهم لأنهم لا يطالبون إلا بتطبيق القوانين الاسبانية التي تنظم مثل الوضعية التي يوجدون فيها. ومن جانبه أكد المحامي عبد المالك الورديغي أن الأمر لا يتعلق بخطأ مهني وإنما يتجاوزه إلى المس بالحياة الشخصية للأسرة المغربية بغرض التأثير على الرأي العام الاسباني من خلال نشر وقائع غير صحيحة. ومن جهته أكد المحامي الاسباني إنريكي بيامود أن هيئة الدفاع ستقوم خلال الأيام القليلة القادمة بتقديم هذه الشكاية إلى إحدى محاكم مدينة مدريد حيث يوجد مقر القناة التلفزية «أنتينا تريس» الاسبانية. يذكر أن الأسرة المغربية التي بثت القناة التلفزية «أنتينا تريس» الإسبانية صورة جريمة قتل تعرض لها أفراد العائلة بالدارالبيضاء على شاشتها كجرائم زعمت أنها وقعت خلال أحداث العيون كانت قد قررت تقديم دعوى ضد القناة الثالثة أمام القضاء الاسباني «بشأن المس بالحياة الخاصة ونشر صور لجثث من أجل التأثير على الرأي العام الاسباني». وحسب هيئة الدفاع فإن القناة التلفزية الاسبانية نشرت صورا لجثث تتعلق بأفراد هذه العائلة مما أحدث لهؤلاء ضررا معنويا مفجعا ومسا بحياتهم الشخصية بغرض التأثير على الرأي العام الاسباني وهو ما يعتبر خرقا واضحا لدستور المملكة الاسبانية ولقانونها الجنائي وللقانون العام المنظم للاتصالات والسمعي البصري. وأشارت إلى أن القناة الثالثة الاسبانية قامت بنشر صور لجثث الأسرة المغربية متبوعة بصور بعض شوارع مدينة العيون تنقل الأحداث التي شهدتها المدينة مع تعليق من قبل القناة الثالثة مفاده بأن صورة تلك الجثث هي صور لجثث قتلت بمدينة العيون في إطار الأحداث التي شهدتها مؤخرا. وأكدت أن هذه الأسرة شعرت لدى علمها بنشر القناة التلفزية الثالثة لهذه الصورة بالظلم الكبير وبالاعتداء على حياتهم الشخصية لاستعمالها مخالفة لواقع وظروف التقاطها من أجل غاية التأثير على الرأي العام الاسباني بخصوص قضية الصحراء المغربية. وكانت القناة التلفزية «أنتينا تريس» الاسبانية قد بثت هذه الصورة المزيفة على أنها لضحايا تدخل قوات الأمن المغربية يوم ثامن نونبر الماضي خلال تفكيك مخيم «اكديم إيزيك» فيما تبين لاحقا أنها صورة لجريمة قتل وقعت في حي سيدي مؤمن بمدينة الدارالبيضاء يوم 26 يناير الماضي التقطها مصور يعمل بصحيفة «الأحداث المغربية».