أكد وزير التجارة الخارجية السيد عبد اللطيف معزوز، أمس الأربعاء، أن التعاون جنوب-جنوب ثابت في السياسة التجارية للمغرب مبرزا مبادرات صاحب الجلالة الملك محمد السادس لفائدة البلدان الإفريقية. وأوضح السيد معزوز، أمام الدورة الاستثنائية للجنة المفاوضات بشأن اتفاق النظام العالمي للأفضليات التجارية بين الدول النامية التي انعقدت على المستوى الوزاري في مدينة فوز دو إغواسو البرازيلية، أن جلالة الملك محمد السادس "يولي أهمية خاصة للتعاون جنوب-جنوب الذي اتخذنا من أجله العديد من المبادرات". وذكر في هذا السياق بالمبادرات الملكية لفائدة البلدان الإفريقية والمتمثلة في شطب الدين العمومي المستحق للمغرب والإعفاء الكامل من الرسوم الجمركية على السلع الأساسية التي تهم هذه البلدان وتحرير الصرف بالنسبة لأية عملية استثمار في إفريقيا. وأشار الوزير إلى اعتماد المغرب لتدابير خاصة لتشجيع الاستثمارات المغربية الخاصة في إفريقيا عن طريق إنشاء الصندوق العمومي لدعم هذه الاستثمارات بحوالي 100 مليون درهم لكل عملية بدلا من 30 مليون درهم لبقية العالم. وأكد السيد معزوز أنه ينبغي توسيع التعاون بين بلدان الجنوب ليشمل مجالات أخرى تتعلق بتيسير التجارة وتطوير تكنولوجيات الاتصال والمعلومات والبنية التحتية والطاقة، خصوصا المتجددة، والتعليم والبحث. وذكر بتوقيع اتفاق إطار، سنة 2004 في برازيليا ، في إطار جولة جلالة الملك في خمس بلدان أمريكية لاتينية، يهدف إلى تهيئة الظروف والآليات اللازمة لوضع إطار يفضي إلى مزيد من التكامل جنوب-جنوب والذي يسعى النظام العالمي للأفضليات التجارية إلى دعمه. وأشار، في السياق ذاته، إلى أن المغرب يرغب في القيام بدور نشط في التكامل الاقتصادي بين البلدان الأفريقية وغيرها من البلدان النامية عن طريق تطوير مجموع المراكز الجهوية في مجالي التمويل، من خلال مركز كازا سيتي سنتر بالدارالبيضاء، والموانئ من خلال ميناء طنجة المتوسطي، وكذا في الميدان الجوي عن طريق مطار الدارالبيضاء. وأضاف الوزير أن المملكة تمثل، من خلال برامجها للتنمية القطاعية وشبكتها من اتفاقيات التجارة الحرة، أرضية للاستثمار والتصدير نحو أوروبا وإفريقيا والعالم العربي في مختلف قطاعات النشاط الاقتصادي، داعيا الفاعلين بالبلدان المشاركة في النظام العالمي للأفضليات التجارية إلى العمل على الاستفادة من هذا الانفتاح من خلال عقد شراكات مربحة مع نظرائهم المغاربة. واعتبر أن توقيع بروتوكول ساو باولو، أمس الأربعاء في فوز دو إغواسو، يبرهن على الإرادة السياسية لتحسين النظام العالمي للأفضليات التجارية وجعله آلية حقيقية لتطوير المبادلات التجارية بين بلدان الجنوب من أجل تكامل اقتصادي أكبر. وأبرز السيد معزوز عزم المغرب على المساهمة بنشاط في الأشغال المقبلة سواء على مستوى تنفيذ نتائج جولة ساو باولو أو على مستوى الأشغال المتعلقة بالمفاوضات بشأن قواعد المنشأ المرتبطة بالنظام العالمي للأفضليات التجارية.