أكد المنتدى الدولي الرابع لفاس حول تحالف الحضارات والتنوع الثقافي، الذي اختتم أشغاله أمس الاثنين، أن نشر بعض وسائل الاعلام الاسبانية لصور أطفال فلسطينيين على أنهم ضحايا لأحداث العيون يعد "جريمة ضد أطفال فلسطين والعالم أجمع". وأبرز البيان الختامي للقاء أن "نشر بعض وسائل الاعلام الاسباني لصور أطفال فلسطينيين كأنهم ضحايا التدخل السلمي والمشروع للقوات العمومية المغربية بالعيون تحريف غير مقبول للحقيقة وجريمة ضد أطفال فلسطين وجميع أطفال العالم وخرق سافر لأخلاقيات مهنة الصحافة". وشدد المشاركون في الدورة الرابعة للمنتدى، التي احتفت بتراث الزعيم علال الفاسي، على أن "السلم والأمن والفهم المتبادل بين الشعوب لا يمكن أن يتحقق الا باحترام الآخر والموضوعية في نشر الأخبار وتناولها والتمسك بأخلاقيات الاعلام". وعلى مدى ثلاثة أيام خصصت لبحث دور الدبلوماسية الدينية والثقافية في خدمة السلم العالمي، تناول الخبراء دور هذا النوع من الدبلوماسية في حل الأزمات والوقاية من النزاعات في العلاقات الدولية وتنشيط دور وسائل الاعلام والرأي العام. ودعوا الى المزاوجة بين الفكر والعمل في الدبلوماسية متعددة الأطراف السياسية والدينية والثقافية على أن تتصف بالحكمة والعدالة وليس المصالح الذاتية والاقتصادية. وأبرزت الوثيقة النهائية، التي أكدت على أهمية الدبلوماسية الدينية والثقافية كمكمل للدبلوماسية الرسمية، أن الدبلوماسية الموازية مؤهلة للاضطلاع بدور حاسم في دعم قنوات الحوار وتقاسم المسؤوليات واحترام الآخر بعيدا عن الأحكام المسبقة والأفكار الجاهزة التي تغذي النزاعات. وبخصوص القضية الفلسطينية، أشار المؤتمرون الى عدم نجاعة الدبلوماسية السياسية في حل الصراع العربي الاسرائيلي واعلان دولة فلسطينية بعاصمتها القدس الشريف منتقدين غياب دبلوماسية قائمة على العدل والانصاف. وأشادوا بالمناسبة بالجهود التي يبذلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، من أجل ايقاف الحملة الشرسة ضد مدينة القدس، الرامية الى توسيع الاستيطان وتدمير المنازل وتهجير سكان المدينة المقدسة. كما طالب المشاركون في المنتدى، الذي نظمه المعهد المغربي متعدد التخصصات للدراسات الاستراتيجية والدولية، اليونيسكو بتفعيل دورها للحفاظ على تراث الشعب الفلسطيني ومعالمه. وفي مجال حوار الحضارات، دعا المنتدى الى احداث مرصد ثقافي عربي يعهد اليه بترجمة الأعمال حول الحوار الحضاري والثقافي وانشاء فضائية ثقافية. ووجه المنتدى نداء ملحا لتسريع احداث الجامعة الاورومتوسطية لفاس والنهوض بدور جامعة القرويين لما تمثله من رمزية تاريخية. يذكر أن ستين خبيرا في مختلف المجالات انكبوا، على مدى ثلاثة أيام، على بحث مختلف القضايا المتعلقة بدور العمل الدبلوماسي والديني والثقافي في العلاقات الدولية وكذا دور المجتمع المدني في التقريب بين الشعوب.