انتقدت «الفيدرالية الدولية للصحفيين»، يوم الاثنين الأخير، وسائل الإعلام الإسبانية التي انخرطت مؤخرا في حرب إعلامية ضد المغرب على خلفية أحداث الشغب والتخريب التي جرت بداية الأسبوع الماضي في مدينة العيون، في الوقت الذي لم تتخذ فيه منظمة «مراسلون بلا حدود» أي موقف من تشويه الحقائق وتزويرها من قبل بعض وسائل الإعلام. وكانت بعض وسائل الإعلام الإسبانية، ومن بينها صحف ذات صيت عالمي مثل «إلبايس» و«إلموندو»، قد عمدت في هذه الحرب الإعلامية إلى تحريف وقائع، ونشر صور تعود إلى حرب إسرائيل على قطاع غزة، وتشويه الحقائق. ووفقا لتقارير توصلت بها «الفيدرالية الدولية للصحفيين»، فإن وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية «إيفي» توصلت بعدد من الصور والشرائط من منظمة لها ارتباط بجبهة البوليساريو الانفصالية، وإن منابر صحفية أخرى، وخصوصا صحف مثل «إلبايس» و«أ.ب.س» و«إلموندو» و«لابانغوارديا»، قامت بنشرها. ودعت «الفيدرالية الدولية للصحفيين» وسائل الإعلام إلى الالتزام بقواعد الدقة والمصداقية في تغطية الأحداث في الصحراء المغربية والتعامل معها بروح الموضوعية والحياد، لأن التعاطي مع الأحداث بغير هذه الروح ودون الالتزام بقواعد الموضوعية يفقدها (وسائل الإعلام) مصداقيتها. ودعا الأمين العام ل«الفيدرالية الدولية للصحفيين»، إيدن وايت، في بلاغ توصلت «المساء» بنسخة منه، وسائل الإعلام التي تقوم بتغطية قضية الصحراء المغربية إلى التحلي بمعايير الدقة والأمانة، عقب عرض وسائل إعلام إسبانية لصور أطفال فلسطينيين جرحى بغزة، في يناير 2006، وإظهارهم كضحايا للعنف في العيون. وأوضح أن «هذا الحادث أثار انتباه الصحفيين حول مخاطر الأخبار المضللة» بخصوص قضية الصحراء، مؤكدا ضرورة التحلي باليقظة للتأكد من مصداقية مصادر الخبر. وأشارت «الفيدرالية الدولية للصحفيين» إلى أن المغرب أدان بقوة بث صور لأطفال يتلقون علاجات بمركز صحي في غزة، وكذا «النقابة الوطنية للصحافة المغربية» التي هي عضو داخل «الفيدرالية الدولية للصحفيين». وقال إيدن وايت إن «هذا يبرز المخاطر التي قد تواجه وسائل الإعلام لدى اعتمادها على مصدر واحد للأخبار، ولاسيما عندما ينتمي هذا المصدر إلى طرف معني بالنزاع، وعندما يستحيل التحقق من الأخبار». وذكرت «الفيدرالية» أن «النقابة الوطنية للصحافة المغربية» نددت أيضا ببث القناة التلفزية «أنتينا 3» الإسبانية لصورة أخرى مزيفة ادعت أنها صورة لجثث في الصحراء، في حين أنها تتعلق بجريمة شنعاء وقعت في منطقة سيدي مومن بمدينة الدارالبيضاء، كانت قد نشرت قبل عشرة أشهر من طرف يومية «الأحداث المغربية» التي اتخذت قرار رفع دعوى قضائية ضد هذه القناة التلفزية التي عمدت إلى تشويه الحقيقة من خلال بثها لصور لا علاقة لها بما جرى في العيون الاثنين ما قبل الماضي.