تتضح يوما بعد يوم زيف الروايات التي قدمتها الجزائر والبوليساريو بشأن ماوقع الاثنين الماضي في مخيم اكديم ايزيك وماشهدته مدينة العيون من أحداث. لفد وظف أعداء الوحدة الترابية للمغرب ترسانة من وسائل الاعلام الاسبانية والجزائرية لتقديم معطيات مغلوطة بشأن تدخل السلطات المغربية لإنهاء حالة استمرت مدة شهر . وعلى مستوى الخسائر أوردت هذه الجهات أرقاما لاتوجد سوى في مخيلة من نسجوها . اليوم وقف الرأي العام الدولي على حقيقة أن شبكة مدربة في التهييج والتخريب قامت بقتل عشرة من أفراد الامن، وأحرقت عشرات المنشآت . وسجل تقرير للمنورسو تفاصيل ماجرى، مبينا أن السلطات لم تستعمل الرصاص ولم تتدخل بشكل عنيف لإخلاء المخيم... إلا في اطار مواجهة بعض العناصر التي كانت تقترف جرائمها عن قصد وإصرار كحالة ابراهيم الداودي الذي توفي متأثرا بجروحه أول أمس. وفي سياق مواجهة الحملة الدعائية المغرضة ضد بلادنا، أدان المغرب موقف أعداء وحدته الوطنية الذين لم يترددوا في تعمد تشويه الأحداث التي وقعت في مدينة العيون من أجل تأجيج وتوظيف الاضطرابات التي كانوا يوجهونها ويغذونها بأنفسهم، في إطار مخطط منهجي لزعزعة الاستقرار، مؤطر وممول من الجزائر. وأكدت رسالة وجهتها بعثة المغرب لدى الاتحاد الأوروبي إلى المفوض المكلف بالتوسيع وسياسة الجوار الأوروبية بالمفوضية الأوروبية، السيد ستيفان فول، أن«هذا الموقف يحسم تماما مع اللامسؤولية والاستخفاف اللاأخلاقي الذي يميز موقف أعداء الوحدة الوطنية للمغرب». وأوضح سفير المغرب لدى الاتحاد الأوروبي المنور عالم، في هذه الرسالة، أن أعداء الوحدة الوطنية للمغرب «لم يترددوا في تعمد تشويه الحقائق لتأجيج وتوظيف الاضطرابات التي كانوا يوجهونها ويغذونها بأنفسهم، وذلك في إطار مخطط لزعزعة الاستقرار بشكل ممنهج وبتأطير وتمويل من الجزائر، وفقا لأجندة سياسية محددة سلفا ومعروفة لدى الجميع». وأضافت الرسالة أنه في الوقت الذي كان فيه جميع الضحايا في صفوف القوات العمومية المغربية، فإن الحصيلة لا تتضمن إطلاقا سقوط ضحايا من بين المتظاهرين خلال الاضطرابات التي وقعت في 8 نونبر الجاري بالعيون . من جهتهم أعرب شيوخ القبائل الصحراوية بالعيون عن شجبهم واستنكارهم للمساس بالأمن العام، ولكل التجاوزات والأعمال الشنيعة والتخريبية التي عرفتها المدينة يوم الاثنين المنصرم، مطالبين بمعاقبة كل من ساهم أو شجع على ارتكابها. وندد الشيوخ في بيان تمت تلاوته عقب اجتماع عقدوه مساء الخميس، بما وقع من أعمال شغب ذهب ضحيتها أبرياء، وتسببت في زرع الرعب والخوف في صفوف الساكنة، وإحراق وتخريب الممتلكات العامة والخاصة. وأكدوا أن مخيم أكديم ايزيك الذي أُقيم في البداية من أجل التعبير عن مطالب اجتماعية بحتة، عرف في ما بعد وقوع انزلاق واضح حيث تم توظيفه لأغراض أخرى استغلتها من دون أدنى شك أياد أجنبية تكن العداء والضغينة للمملكة المغربية، ولا تريد الاستقرار والطمأنينة لساكنة المنطقة. وفي سياق متصل، ثمن شيوخ القبائل الصحراوية عاليا التعليمات السامية لجلالة الملك محمد السادس بمواصلة اتخاذ التدابير الناجعة لحل جميع المشاكل الاجتماعية للساكنة بطريقة شمولية. و أعرب شباب قبيلة أولاد تيدرارين لعبوبات عن استنكارهم للطريقة التي تعامل بها الإعلام الجزائري والإسباني مع أحداث الشغب التي شهدتها مدينة العيون . وأوضحوا في بيان لهم أن الأخبار التي نشرها الإعلام الجزائري والإسباني بخصوص هذه الأحداث«لا أساس لها من الصحة ولا توجد إلا في مخيلة كاتبيها». كما أعرب شباب قبيلة أولاد تيدرارين لعبوبات، في هذا البيان، عن استنكارهم«للاستغلال السياسي للمطالب الاجتماعية المحضة التي عبر عنها أفراد من قبيلتهم كانوا ضمن المحتجين بمخيم اكديم ازيك »، منددين في الوقت ذاته بما وقع بمدينة العيون من أعمال إجرامية وتخريبية. من جهة أخرى أعربت الحكومة المغربية عن «عظيم الاعتزاز بروح الإجماع الوطني العالية التي أبانت عنها الأمة المغربية» إزاء أحداث الشغب الأخيرة بالعيون. وقال خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، في لقاء مع الصحافة في أعقاب مجلس الحكومة، أن أعضاء الحكومة أجروا نقاشا مستفيضا عقب عرض لوزير الداخلية حول أعمال الشغب بالعيون,، أعربوا خلاله عن «عظيم الاعتزاز بروح الإجماع الوطني العالية التي أبانت عنها الأمة المغربية أثناء هذه الأحداث الأليمة, مشددين على ضرورة استمرار التعبئة الوطنية خدمة لقضيتنا الوطنية العادلة في مواجهة كل من يسعون إلى النيل منها». كما عبر مجلس الحكومة عن مواساته الصادقة لعائلات الضحايا، منوها بجهود أفراد القوات العمومية في التصدي لأعمال الشغب تلك.