قال خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة, أول أمس الأحد بالرباط, إنه من حق المملكة أن تسائل الضمير الأخلاقي للمؤسسات الإعلامية الدولية التي تتناول مستجدات الشأن المغربي. وأوضح الناصري, في تصريح لوسائل إعلام وطنية وأجنبية, أن «المغرب لم ينتظر ولا ينتظر من هذه المؤسسات الإعلامية مساندة عمياء ولا دعما مشروطا». وأضاف أن المغرب باعتباره أمة متحضرة تشاطر البلدان المتحضرة والديمقراطية نفس قيم التسامح والحرية,لا ينتظر من شركائه سوى أن يشاطروه نفس هذه القيم التي يؤمن بها , مؤكدا أن المملكة تنتظر من شركائها أن يقاسموها نفس الاحترام لعلاقات الجوار,»لكي نتمكن معا من بناء فضاء متوسطي, يعمه السلم والتعاون والاستقرار, وهو ما يتعارض بطبيعة الحال , مع كل سعي ممنهج للمس بمصالح المغرب المشروعة, عن طريق استعمال أساليب القذف والكذب وتزوير الحقائق». وأشار وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة إلى أن التصريح الحكومي الذي أدلى به مساء أمس أمام الصحافة الاسبانية والمغربية,جرى التعامل معه من لدن عدد من وسائل الإعلام الاسبانية, بطريقة غير مهنية, وبأسلوب مرفوض ومدان من الناحية الأخلاقية. وأوضح أنه بدل أن تتناول هذه الصحافة القضايا الجوهرية التي أثارها ذلك التصريح, اكتفت بعض المنابر الاسبانية بالتركيز على أن الحكومة المغربية استدعت ممثلي الإعلام الاسباني للتعبير عن غضبها واستنكارها, ولم تتم الإشارة على الإطلاق إلى التزييف المفضوح الذي تم التنديد به في التصريح المذكور. كما لم تثر هذه الصحافة, يضيف الناصري, ما تمت الإشارة إليه خلال التصريح, من لجوء عدد من المنابر الإعلامية الإسبانية إلى التضليل الممنهج للرأي العام الاسباني والدولي, في شأن أحداث العيون الأخيرة,»حيث ألصقت بالمغرب انطلاقا من سوء نية أفعالا إجرامية شنيعة ليست من تقاليدنا ولا تمت لثقافتنا بأية صلة». وشدد خالد الناصري على خطورة هذا التلاعب الشنيع, الذي استغل صور الاعتداء على أطفال غزة في يونيو 2006, ليظهرهم بصفتهم أطفالا ضحايا أحداث مدينة العيون, مشيرا إلى أن نفس التلاعب وظف ,بكيفية مخادعة, صور الجريمة الشنعاء التي وقعت في مدينة الدارالبيضاء مطلع هذا العام, ونشرت بيومية «الأحداث المغربية» بتاريخ 28 يناير 2010, ليحولها الإعلام الإسباني إلى صور لجثث في الصحراء. وأكد أن ما تضمنته قصاصات بثتها وكالة أنباء معروفة, حول وجود عشرات الجثث المتناثرة في مدينة العيون, مجرد أكاذيب وافتراءات, الهدف منها تأليب الرأي العام الدولي ضد المغرب . وتساءل عما إذا كان يجوز التغاضي عن النعت المشين الذي وصف المغرب كبلد مستعمر, وعما إذا كان أمرا عاديا أن تنشر جريدة إسبانية معينة, بلاغا مصطنعا ينسب إلى تنسيقية مخيم العيون, ويدعي أن المخيم المذكور أقيم لأسباب سياسية وليست اجتماعية, فضلا عن تزامن نشر هذا البلاغ المزعوم, مع الحوار الذي كان قائما وقتها, لتلبية المطالب الاجتماعية للساكنة المتواجدة آنذاك في المخيم. وقال إن المملكة المغربية ترى أنه من غير الطبيعي, أن تمارس وسائل الإعلام في الأمم الكبرى, رقابة فظيعة لم تستطع أن تحمل نفسها حتى عناء التخفي مشيرا على سبيل المثال الى أن قناة كبرى مثل « أورونيوز» لم تلتفت أثناء تغطيتها لأحداث العيون, سوى لرواية معينة وحيدة, هي رواية خصوم المغرب, ولا تمنح الرأي المغربي في أحسن الحالات إلا حيزا تافها. قيادي فلسطيني يطالب الحكومة الإسبانية ب«اتخاذ الموقف الصحيح» حيال انزلاقات الإعلام الإسباني طالب عبد الرحيم ملوح, عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية, الحكومة الإسبانية ب»اتخاذ الموقف الصحيح» حيال انزلاقات الإعلام الإسباني خلال تناوله لأحداث الشغب التي عرفتها العيون مؤخرا, وتوظيفه المغرض لصور الضحايا الفلسطينيين من أجل تشويه صورة المغرب أمام الرأي العام العالمي. وأعرب ملوح, الذي حل ضيفا على النشرة المسائية لقناة (ميدي آن تي في) أول أمس الأحد, عن أسفه لسقوط بعض وسائل الإعلام الإسبانية في مثل هذه الانزلاقات, مضيفا أن الشعب الفلسطيني تعود على مثل هذه الممارسات من قبل الإعلام الإسرائيلي في نقله لوقائع مغلوطة من أجل التعتيم عن معاناة الفلسطينيين من بطش سلطات الاحتلال. وقال «لا نقبل أن يتم تجاهل الواقع القائم وتوظيف صور لشهداء فلسطينيين في تغطية أحداث تقع في مناطق أخرى», مؤكدا أن هذا الاستغلال المغرض يضر بالقضية الفلسطينية وبالشعب الفلسطيني, الذي هو في أمس الحاجة اليوم إلى مساندة كل الأطراف في مواجهته للتعنت الإسرائيلي. وأشار إلى أن هذا الموضوع يتم دراسته من قبل المؤسسات الفلسطينية وهيئات حقوق الإنسان ومنظمة التحرير الفلسطينية من أجل البحث عن سبل حماية «دم الشهداء الفلسطينيين», مشددا على أن الحد الأدنى لمعالجة هذا الأمر هو «الاعتذار للشعب الفلسطيني وللمغرب وعدم تكرار ما حدث». واعتبر ملوح أن هناك «شكوكا كثيرة وسوء نية» تحوم حول هذا التوظيف لصور أطفال الشهداء الفلسطينيين, «لا تقتصر على النيل من صورة المغرب بل تمتد إلى تبرير ما تقوم به إسرائيل اتجاه أطفال فلسطين». وطالب القيادي الفلسطيني وسائل الإعلام الإسبانية بالاعتذار للمغرب وللشعب الفلسطيني, وذلك لاستغلالها صورا لأطفال فلسطينيين, ضحايا العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة, على أنها صور لأحداث الشغب التي عرفتها العيون مؤخرا.