دعا وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي السيد أحمد أخشيشن ، اليوم السبت ، بالرباط إلى تحقيق انتقال منهجي ومفاهيمي من بنية تفكير الشراكة في طابعها الإرادي الاختياري إلى بنية وعي التعاقد كمسؤولية واجبة وملزمة من أجل مدرسة مغربية تساير الألفية الثالثة. وشدد السيد أخشيشن ، خلال اللقاء الوطني الذي ينظمه طيلة نهار اليوم (الفضاء الجمعوي) حول موضوع "الشراكة في مجال التربية بالمغرب: أية حصيلة لأية فعالية"، على أن تحقيق ذلك يستوجب الانخراط في نقاش تعددي مسؤول حول ملامح هذه المدرسة، بمرجعياتها القيمية ونموذجها البيداغوجي واختياراتها اللغوية، وبمواصفات وكفايات المتمدرسين المجسدة لقيم المشروع الديمقراطي الحداثي، والمنفتحة على ثقافة عصر العولمة ومكتسبات حضارة مجتمع المعرفة والاتصال. واعتبر خلال هذا اللقاء الذي ينظمه الفضاء الجمعوي في إطار شراكته مع منظمة 'سيف دو شيلدرن' (إنقاذ الطفولة-فرع إسبانيا)، بمساهمة فعلية لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، الخطاب السامي الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم 30 يوليوز 2010 بمناسبة عيد العرش، أبلغ تعبير عن راهنية هذا الانتقال وما تتطلبه من اجتهاد وإبداع جماعي لبلورة تعاقد جديد حول المدرسة يمكنها من هوية عصرية بملمح إنساني وديموقراطي يضمن الحق في التمدرس وتكافؤ الفرص والنجاح. وأضاف الوزير أن تحقيق هذا الهدف رهين باعتماد مناهج حديثة تنمي روح البحث والمشاركة والاكتشاف وملكات الذكاء والتفتح والإبداع وقيم الانفتاح واستقلال الذات وحرية الاختيار واحترام حقوق الإنسان. ومن جهته، أكد رئيس جمعية (الفضاء الجمعوي) السيد أنس الحسناوي في كلمة مماثلة أن اتفاقية إطار للشراكة التي وقعها الفضاء مع الوزارة، تندرج في إطار الاستراتيجية الراهنة التي يعتمدها الفضاء، من خلال مقاربة جديدة تروم خلق أقطاب جمعوية موضوعاتية، من بينها قطب جمعوي حول التربية. وأوضح السيد الحسناوي أن الهدف من توقيع هذه الشراكة يتمثل في انتهاز الفرص التي تتيحها هذه الشراكات من أجل وضع استراتيجية لتعبئة المجتمع المدني وباقي الفاعلين لضمان تربية ذات جودة للجميع والتوظيف الأمثل لتدخل الشركاء الأجانب، سواء في مجال الخبرة أو مجال توفير الموارد المالية وضمان انفتاح المدرسة على محيطها وبالتالي ضمان تلاؤم التعلمات المعرفية للممارسات التطبيقية، لكي تصبح المدرسة أكثر جاذبية. وكان السيدان أحمد اخشيشن وأنس الحسناوي قد وقعا على الاتفاقية إطار للشراكة التي تهدف إلى وضع إطار عام للتعاون بين الوزارة والفضاء. ووقعت الاتفاقية خلال هذا اللقاء الذي يتضمن محورين يبحثان في مفهوم الشراكة في مجال التربية، واستعراض تجارب الجمعيات الشريكة في برنامج التربية الدمجية للفضاء الجمعوي، وتجارب المنظمات الدولية في مجال الشراكة التربوية بالمغرب.