انطلقت اليوم الثلاثاء بالرباط أشغال الملتقى الوطني الدراسي الأول (نوافذ)، الذي سيتدارس على مدى يومين إشكاليات "التعليم والتكوين المسرحي في المغرب الحاضر ورهانات المستقبل". وسيبحث المشاركون في الملتقى، الذي تنظمه جمعية خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بشراكة مع الائتلاف المغربي للثقافة والفنون وبتعاون مع وزارة الثقافة، دور المسرح، كأحد الإجراءات الناجعة، لتحقيق التربية الفنية والجمالية التي ساهم في الرقي بمستوى الفرد والجماعة، على اعتبار اعتماد هذه التربية على الحس الجمالي والإنساني لزرع القيم المثلى وتشغيل الخيال، وتطوير حس الابتكار والإبداع وروح المبادرة وتوطيد روح الانتماء للجماعة وحس المواطنة.
وفي هذا الصدد، قال الكاتب العام لوزارة الثقافة السيد أحمد لكويطع، في كلمة بالمناسبة، إن التربية الفنية والمسرحية تتمتع اليوم في المجتمع المغربي بالصدارة من خلال دورها الفاعل في تأهيل وتطوير مهارات الأجيال الجديدة.
وأضاف أن التربية الفنية والجمالية للأجيال الجديدة تؤدي حتما إلى خلق مجتمع متوازن، وذلك لأن هذه التربية تركز بالخصوص على المبادرة الفاعلة، فالأجيال الجديدة المتشبعة بهذه التربية ستعمل بدون شك، يضيف السيد لكويطع، على الدفاع عن المقومات الاجتماعية والثقافية والروحية للمغرب.
وأبرز في هذا السياق الخيط الناظم الموجود بين الموهبة والمعرفة، مؤكدا أن كل موهبة تكبر وتنمو بعيدا عن البحث قاصرة، ويبقى هذا الملتقى مناسبة لفتح حوار حول مضمون التكوين لاستشراف آفاق تطويره .
وقال إن الجيل الجديد من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي منح نفسا جديدا للحركة الثقافية وأغنى المشهد السمعي البصري بالمغرب، وخلق تراكما في انسجام تام مع جيل الرواد، داعيا هؤلاء الى الانخراط في التنمية المحلية من خلال بث المقومات الثقافية بالجهات عبر التنشيط في الجمعيات الثقافية ودور الثقافة والانفتاح على كل مكونات المجتمع.
من جانبهم، أجمع جل المتدخلون خلال اللقاء على أن هذا الملتقى يعد فضاء للحوار والتواصل لبحث أهلية المسرح في تطوير الفرد وترسيخ فاعلية المسرح، أبي الفنون ، في المجتمع، ودوره في استكشاف معالم الوجود.
وذكر المتدخلون بالتربية الفنية خلال فترة الستينات التي كان فيها التعليم الفني يتجلى على شكل الأنشطة الموازية وفي الأندية والمسرح الجامعي، داعين الى إدماج التربية الفنية في المنظومة التعليمية.
من جهة أخرى، أشار المنظمون إلى أن اللقاء يسعى إلى الخروج بخلاصات تهم بالخصوص فلسفة وابعاد التكوين الفني المسرحي، ارتباطا بروح مخططات الإصلاح وأوراش التطوير بالمغرب، وتثمين التجارب السابقة في مجالات التكوين الفني والمسرحي ودور المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والاتفاقايات الدولية في مجال التكوين الفني المسرحي وطنيا وجهويا.
وسيتدارس المشاركون، من خلال مجموعة من الجلسات، "دور القطاعات الحكومية وغير الحكومية في مجال التعليم والتكوين المسرحي" و"تجربة التكوين المسرحي بالمغرب" و"التعليم الموازي بواسطة المسرح" و"المسرح والتربية الفنية ورهانات مستقبلية".