أجمع المشاركون في الملتقى الوطني الدراسي الأول "نوافذ" (29 -30 دجنبر) على الأهمية القصوى التي تكتسيها مسألة التعليم والتكوين ودورهما الحيوي في تطوير الحركة المسرحية المغربية. وأوصى المشاركون في الملتقى، الذي نظمته جمعية خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، بإيلاء التكوين الأهمية التي يستحقها وذلك بالنظر لمساهمته في الرقي بالذوق العام، وتكوين شخصية الفرد وتربيته على القيم الجمالية. وفي هذا السياق، وفي إطار الاهتمام بالوضعية الراهنة لواقع التكوين الاحترافي بالمغرب، دعا الملتقى إلى فتح ورشات عمل لتحسين النظام البيداغوجي للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي وتوسيع دائرة تخصصاته وطاقته الاستيعابية. كما دعوا إلى تجسير العلاقة بين المعهد، الذي أشاد المشاركون بتجربته، ومحيطه في أفق إدماج الخريجين في الساحة الفنية عبر الشراكات مع مختلف الفاعلين، وإلى إحداث مركز داخل المعهد يعنى بالبحث العلمي والمختبري، والعمل على خلق مراكز مسرحية جهوية تماشيا مع سياسة الجهوية. وأشاد الملتقى، الذي نظم تحت شعار "التعليم والتكوين المسرحي في المغرب: الحاضر ورهانات المستقبل"، بالدور الذي اضطلعت به المسارح البلدية في تكوين العديد من الفعاليات الفنية بالمغرب. واقترح الملتقى دعم هذه المسارح بأطر متخصصة، ولاسيما من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، عبر تعزيز التعاون بين هذه المسارح والمعهد. وشددت توصيات الملتقى، الذي نظم بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية وعرف مشاركة العديد من المهتمين بالمجال والفنانين ومدراء المعهد السابقين، على دور المدرسة، كمشتل أساسي للمواهب وللتربية على الذوق الرفيع. كما دعا المشاركون في الملتقى إلى ضرورة استكمال إدماج المسرح كمادة أساسية وداعمة في منظومة التعليم وانخراط الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين في هذا المشروع، وإلى مأسسة حضور المسرح كمادة تعليمية تربوية في صلب المنظومة التربوية في كل مراحلها التعليمية مع تعزيز هذا الحضور بالشروط البيداغوجية والديداكتيكية. وأكدوا أيضا على أهمية إدماج التكوين المسرحي وتأطيره داخل الجامعة والرفع من مستوى ورشاته. يشار إلى أن الملتقى، الذي نظم بشراكة مع الائتلاف المغربي للثقافة والفنون وبتعاون مع وزارة الثقافة، بحث على مدى يومين دور المسرح، كأحد الإجراءات الناجعة، لتحقيق التربية الفنية والجمالية الذي ساهم في الرقي بمستوى الفرد والجماعة، على اعتبار اعتماد هذه التربية على الحس الجمالي والإنساني لزرع القيم المثلى وتشغيل الخيال، وتطوير حس الابتكار والإبداع وروح المبادرة وتوطيد روح الانتماء للجماعة وحس المواطنة. كما تدارس المشاركون، من خلال مجموعة من الجلسات، "دور القطاعات الحكومية وغير الحكومية في مجال التعليم والتكوين المسرحي" و"تجربة التكوين المسرحي بالمغرب" و"التعليم الموازي بواسطة المسرح" و"المسرح والتربية الفنية ورهانات مستقبلية".