تشكل المرأة بكل تجلياتها محور العوالم التشكيلية للوحات الفنان حميد بوحيوي الذي يعرض حاليا برواق باب الكبير بالرباط. ويعكس هذا المعرض ، الذي تنظمه وزارة الثقافة، في معظمه وجوه نساء تسبح بحركيتها في اللوحات "كأنها الحياة"، كما يقول الفنان في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء. فالمرأة بالنسبة لهذا الفنان، يضيف في هذا التصريح ، "هي الحياة و كل ما يحيط بها لا يعدو أن يكون مجرد تكملة لدورة الحياة". ويشتمل معرضه على لوحات عبارة عن وجوه نساء شابات، "مبتسمات، منشرحات، منقبضات ، في حالة حلم، ...ما يوحد بينهن هي حركية الحياة...". كما تتضمن اللوحات كتابات باللغتين العربية والأنجليزية تحيل كلها على المرأة. ويؤكد الفنان هذا التوجه في ورقة تعريفية للمعرض "خلال ممارستي الفنية، كانت المرأة مركز اهتمامي، فالمرأة تهمني لأنها تشكل القوة والفعالية، الهيمنة والاستسلام ، والطاعة والرفض... ". وتتميز لوحات حمدي بوحيوي بطغيان الألوان الفاقعة، كالأحمر والأزرق والبرتقالي والأصفر، ويرجع الفنان المقيم بكندا ، بكون هذه الألوان "تذكره ببلده المغرب وشمسه". وقد وقع هذا الفنان خلال افتتاح هذا المعرض أمس الأربعاء كتابه الذي يحمل عنوان "آراء حول الفن وقضايا أخرى"، وقد اعتبر بوحيوي "أنه لا يرغب في وضع حواجز بينه وبين أشكال تعبيرية معينة، مضيفا "قناعتي أن هناك وجوه متعددة لشخص واحد، وأشكال تعبيرية تختلف باختلاف تلك الوجوه، ولنفس الشخص أن يعبر بها متى شاء". ويضم الكتاب الذي يقع في 100 صفحة من القطع المتوسط، 83 مقالا فضلا عن تقديم المؤلف، وهو يشتمل على عدة مقاربات تتعلق بعدد من القضايا الفنية وغيرها التي تم تناولها بذكاء خاص وقدرة على النفاذ إلى العمق. ولد الفنان بوحيوي بالدار البيضاء عام 1963، قبل أن ينتقل إلى فرنسا حيث حصل على الدكتوراه في الصوتيات (الأكوستيك)، قبل أن يحل بمونريال. وشارك في عدد كبير من المعارض الفردية والجماعية بكل من مونريال والرباط والدار البيضاء والصويرة وفانكوفر (كندا) وفاس ومراكش وليفيربول ولندن (انجلترا) وبنسليمان والكيبيك وفرنسا. يشار إلى أنه صدر للفنان كتاب آخر حول الفن باللغة الفرنسية يحمل عنوان "آراء في الفن ووقائع أخرى"، وهو عبارة عن مقالات سبق له نشرها.