تفاوتت مستويات اللوحات التي عرضها مساء أمس الجمعة، 52 فنانا تشكيليا برواق المركز الروسي للعلم والثقافة بالرباط بين لوحات متقونة ومحكبوكة ولوحات تشي بكون أصحابها ما يزالون يخطون خطواتهم الأولى في المجال الفني. و أشار الفنان التشكيلي الحاج محمد فتح الله عاشور الذي تحدث باسم جمعية منتدى الشباب التي نظمت هذا المعرض، والتي تحولت إلى الاهتمام بالفنون التشكيلية وباتت تشرف على تنظيم مثل هذه المعارض منذ حوالي أربع سنوات، الى أن "الجمعية تعمل على تدريس الفن التشكيلي للناشئة والكبار، وبعد ذلك يعرضون لوحاتهم في ملتقى تعمل الجمعية رفقة المركز الروسي على تنظيمه سنويا. وأضاف أن الجمعية التي تأسست سنة 1983، والتي تضم في غالبيتها نساء، تعتبر حاليا متفرغة للفن التشكيلي، وتنظم معارض داخل المغرب وخارجه. ويبدو الفرق جليا بين لوحات إن أمعن فيها المتلقي بدت له في منتهى البراعة والدقة وبدا له توفر من رسمها على خبرة طويلة في المجال، وعلى حساسية مفرطة في التقاط الصور والاشياء، وبين لوحات متواضعة، غير أن بعضها واعد. واعتبر الفنان التشكيلي المغربي طه الادريسي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المعرض يعتبر فرصة لأعضاء الجمعية لاكتشاف مواهب بعضهم البعض بغض النظر عن تفاوت المستوى وتنوع التقنيات والمدارس الفنية. وأوضح أن هناك "مستوى عال من الأداء يتجاور مع بعض اللوحات التي مايزال فنانوها مبتدئين، غير أن هذا يشكل فرصة لهؤلاء للتعلم والاستفادة من التجارب الأخرى وأن هذا هو الهدف من تنظيم معرض جماعي مشترك بين هذه المستويات المختلفة". وبخصوص تجربته الشخصية (شارك بلوحة جميلة حول الطبيعة الميتة) أشار الفنان طه الادريسي إلى أنه انتقل من تقنية قلم الرصاص الذي كان يعتمده في رسم الوجوه، إلى تقنية قلم الباستيل سنة 1994، والتي مكنته من اكتشاف امكانيات جديدة في الاشتغال على مواضيع أخرى غير الوجوه، كالطبيعة الميتة والفرس...الخ. وقال إن الحامل الذي كان يعتمده في البداية هو الورق المقوى الخاص بتقنية الباستيل وأنه حاليا اكتشف نوعا من الخشب كحامل للوحاته. أما الفنانة مليكة طولون التي تزاوج في سكناها بين المغرب والولايات المتحدةالأمريكية، والتي شاركت بلوحة تشخيصية جميلة تتضمن حبات توت وبعض أواني المطبخ، فأعلنت أنها تشتغل بالزيت والأكواريل (الصباغة المائية) وتعتمد التشخيص كخيار لا محيد عنه، لأنها تؤمن بأن الخيال مهما اشتط لا يمكن أن يرقى إلى مستوى الواقع. وأكدت على أن الأهم بالنسبة لها هو وجود الضوء في لوحاتها التي لم تبحث على تكسير شكلها المربع أو المستطيل، "لأنني مربعة في كل ما أقوم به، وأظل دائما داخل قوانين النظام". تجدر الإشارة إلى أن المعرض سيستمر إلى غاية 22 من يناير الجاري.