يحتضن رواق علال الفاسي معرضا تشكيليا, تنظمه جمعية "الدار لحنينة", بتنسيق مع وزارة الثقافة بمناسبة اليوم العالمي للمعاق.فنيدة المكينسي ويشارك في هذا المعرض, الذي يفتح أبوابه إلى غاية السبت المقبل, خمسة فنانين تشكيليين مغاربة, جمعهم حبهم للفن ووحدهم إيمانهم بأن الفن رسالة نبيلة. فرغم اختلاف مدارسهم التشكيلية, إلا أن رغبتهم في تقديم المساعدة للأشخاص المعاقين, جعلهم يجتمعون في مناسبة هدفها إنساني محض. ويسعدون إلى إعادة البسمة للمعاق, من خلال الريشة والألوان. هم خمسة فنانين تشكيليين, عندما يعانقون لوحاتهم, يعبرون فيها بإحساس مرهف وعشقهم للألوان يجعلهم يسبحون رفقة الريشة في بحر من الخيال والواقعية. يمثلون خمس مدارس فنية مختلفة, كل فنان يحاول رصد اتجاه معين, لوحاتهم تتحدث عن تعبيرات تشكيلية تنتصر للفن, وتندرج ضمن المدارس السريالية, والواقعية, والفطرية, والانطباعية. في المعرض الجماعي, رحب كل الفنانين التشكيليين, فنيدة لمكينسي, وعبد الفتاح قرمان, ومحمد قرمان, وعبد الرحيم جواد, وعبد الفتاح عاشور, وعبد المجيد النور, بالمعرض الذي جمع اختلافاتهم الفنية والتشكيلية معا, بمناسبة اليوم العالمي للمعاق, حاملين شعار التضامن, إذ قرر كل واحد منهم إهداء لوحة, يعود ريعها لفائدة الجمعية, حتى تتمكن ولو توفير أبسط المتطلبات اليومية, التي يحتاجها المعاقون داخل "الدار لحنينة". وقالت التشكيلية فنيدة لمكينسي في تصريح ل"المغربية" "بحكم اشتغالي عضوة داخل جمعية "الدار لحنينة" أكثر من أربع سنوات, واحتكاكي اليومي بمعاناة هؤلاء المعاقين, كانت فكرة تقديم المساعدة لهم تراودني مند فترة, إلى أن تحققت هذه السنة, من خلال تنظيم معرض جماعي, بمناسبة اليوم العالمي للمعاق". وأبرزت لمكينسي أن ريشة الفنان رهان حقيقي وعمل عميق وسند معنوي أقل ما يمكن أن يقدم لذوي الاحتياجات الخاصة, خصوصا أن جمعية "الدار لحنينة" لا تتلقى أي دعم من المحتضنين, وتعتمد على إمكانياتها الذاتية لتوفير الطلبات للمرضى. أتمنى أن يأخذ هذا المعرض بعدا وطنيا, ونشارك في معارض تشمل مختلف المدن المغربية, ويرجع ريعها لذوي الاحتياجات الخاصة". وأضافت لمكينسي, التي يسمونها داخل الوسط التشكيلي بفنانة الضوء, إذ أن حركة الضوء تشكل جزءا لا يتجزأ من لوحاتها, التي تعبر عن الفانتازيا والقصبات وكل ما يحبل به المغرب من مناظر جميلة, "أن الفنان مطالب بدعم الجمعيات التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة". من جانبه, عبر التشكيلي عبد الرحيم جواد عن سعادته في المشاركة في هذا المعرض الجماعي, كاشفا رغبته في مساعدة المعاقين, من خلال تقديم لوحة فنية, تمكنهم من استغلال مبيعاتها في مستلزمات الجمعية, التي يرى أنها في أمس الحاجة للمساعدة. يذكر أن التشكيلي عبد الرحيم جواد سينظم معرضا فرديا في يناير المقبل, سيضم آخر أعماله الفنية. وعن مشاركته في هذا المعرض, كشف الفنان التشكيل, عبد الفتاح قرمان, أن المعرض, الذي ينظم بمناسبة اليوم العالمي للمعاق, يعد مناسبة لكل من يملأ قبله الإحساس بالآخر, من أجل تقديم مساعدة, خصوصا لذوي الاحتياجات الخاصة. وقال قرمان إنه لم يتردد في قبول الدعوة لعرض لوحاته في هذا المعرض, ورغبته أيضا في إهداء لوحة لجمعية "الدار لحنينة", مشيرا إلى أن المعرض يضم مختلف الشرائح الفنية, والاتجاهات التشكيلية, وهدفها الوحيد هو مساعدة المعاقين. وتابع قرمان حديثه بأن الفنان المغربي كان دائما يساهم في تربية الذوق وتنمية أحاسيس الجمهور, موضحا أنه حاليا أصبح الفنان يساهم ماديا ومعنويا, من أجل تقديم أبسط المساعدات, قائلا "اليوم أتمتع بصحة جيدة لكن غدا ربما أكون في وضع ذلك المعاق, لذا يجب على الفنان أن يتمتع بالحس الإنساني, ولا يتردد في تقديم المساعدة, من خلال مساهمته في المعارض التشكيلية, التي يعود ريعها لذوي الاحتياجات الخاصة". ولم يختلف الفنان التشكيلي الحاج محمد فتح الله عاشور, في الرأي مع قرمان عندما صرح أنه الآن يتمتع بصحة جيدة, لكن يجهل ماذا يمكن أن يحدث له في الغد, مشيرا إلى أن أي إنسان معرض أن يصبح ذات يوم معاقا, لذا فهو يدعو جميع الفنانين كانوا تشكيليين أو موسيقيين أو مطربين ألا يترددوا في مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة. واعتبر عاشور أن مشاركته في المعرض مسألة إنسانية قبل أن تكون فنية, وبحكم اشتغاله في جمعية منتدى الشباب بدار الشباب بالرباط, فسبق له أن استقبل داخل الجمعية مرضى "الدار لحنينة", من خلال يوم تحسيسي, نظم مند سنة تقريبا, إذ تمكن المعاقون من معانقة الريشة, طيلة يوم كامل, واستطاعوا أن يعبروا بالألوان عما يخالجهم من أفكار وأحلام, وطموحات. وقال عاشور إنه لمس آنذاك في هؤلاء المعاقين, رغبة في التشبث بالحياة, ولما أتيحت له فرصة المشاركة في هذا المعرض, لم يتردد لحظة, خصوصا أنه محب لفعل الخير.