اعتبر المشاركون في الدورة السابعة لمنتدى الصويرة والأندلسيات الأطلسية، اليوم السبت بالصويرة، أن التراث اليهودي المغربي يشكل جزءا لا يتجزأ من الهوية الوطنية والذاكرة الجماعية بحوض البحر الأبيض المتوسط. وفي هذا الصدد دعا السيد ادريس بنهيمة الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية إلى استكشاف متميز لمختلف أوجه الثقافة المغربية المتعددة المشارب، والتنقيب في مكنون التراث الثقافي اليهودي والأمازيغي والإسلامي بالمغرب. من جهته، اعتبر المفكر والباحث الفرنسي السيد إدغار موران أنه إذا كانت العولمة تنحو نحو تكريس ثقافة كونية مهيمنة مما يؤدي إلى اندحار بعض الثقافات الفردية، فإن هذه العولمة ذاتها ساهمت في الوقت نفسه في انبعاث ثقافات متجذرة في التاريخ. أما السيد إدريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، فقد أبرز خلال هذا اللقاء الذي قام بتسييره السيد أندري أزولاي، مستشار صاحب الجلالة، الرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور وحضره على الخصوص السيد أحمد اخشيشن وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، إسهام الموسيقى الأندلسية واليهودية في تشكيل الثقافة الوطنية، مضيفا أنها تساهم في انفتاح الساحة الثقافية المغربية. كما تم خلال هذا المنتدى عرض شريط وثائقي حول "صدى أصوات الملاح بتنغير" للباحث كمال هشكار، الذي أبرز أن الشريط يروي التاريخ المشترك والتعايش الذي كان قائما بين اليهود والأمازيغ بمنطقة الأطلس، ويشهد على إسهام الثقافة العبرية في الهوية المغربية. وأضاف السيد هشكار أن "الشريط الوثائقي الذي أنجزه يحتفي بتاريخ قرية تنغير ويحاول أن يجمع أجزاء من الذاكرة المشتركة بين اليهود والأمازيغ"، مسجلا الحاجة إلى الحفاظ على التراث اليهودي المغربي باعتباره ضرورة سياسية وتربوية وثقافية ملحة بالنسبة للأجيال المقبلة. يذكر أن المنتدى يندرج في إطار برنامج مهرجان الأندلسيات الأطلسية، الذي تنظمه جمعية الصويرة موكادور بتعاون مع مؤسسة الثقافات الثلاث بإشبيلية، ويستضيف ثلة من المفكرين والمثقفين وشخصيات سياسية.