أكدت وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة السيدة أمينة بنخضرة، اليوم الاثنين بالدار البيضاء، أن إدماج المغرب في المنظومة الطاقية الأورو متوسطية، يشكل محورا رئيسيا في الاستراتيجية الطاقية للمملكة. وقالت السيدة بنخضرة، خلال افتتاح الدورة 11 ل`(لقاءات الأعمال الأورومتوسطية) المنظمة بالعاصمة الاقتصادية للمملكة حول "التكنولوجيات الحديثة من أجل نجاعة طاقية"، إن "المغرب يحدوه طموح كبير في أن يضطلع بدور محوري في التعاون الطاقي الإقليمي عبر تنمية استراتيجية للبنيات التحتية الوطنية الخاصة بعبور وتخزين الموارد الطاقية". وأبرزت، في هذا السياق، أن الوضع المتقدم الذي يحظى به المغرب في شراكته مع الاتحاد الأوروبي سيخول له اندماج السوق الطاقية المغربية في السوق الأوروبية. كما سيمكن من انفتاح أسواق بلدان الاتحاد الأوروبي على الطاقة الكهربائية الخضراء التي ينتجها المغرب. وذكرت السيدة بنخضرة أن هناك مشاريع طاقية مهمة يجري إنجازها في إطار الاتحاد من أجل المتوسط والتي ستسهم في قيام سوق طاقية إقليمية مندمجة وضمان السلامة الطاقية وتحقيق التنمية المستدامة لقطاع الطاقة آخذة في الاعتبار الأبعاد التكنولوجية والصناعية والبشرية والمالية. وخلصت الوزيرة إلى أن الإكراهات المرتبطة بجعل التقدم التكنولوجي في خدمة ترشيد استهلاك الطاقة وتحقيق التفاعل بين القطاعات وإيجاد آليات مبتكرة للتمويل، تفرض النهوض بالمهن الجديدة لضمان تنمية خضراء من خلال امتلاك المهارات وتعزيز الكفاءات والتعاون اللامركزي والإدماج الصناعي وبناء شراكات اقتصادية ومالية وتكنولوجية مبتكرة. من جهته، أوضح وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية السيد توفيق احجيرة أن قطاع البناء في المغرب حقق خطوات مهمة في اتجاه ترشيد استهلاك الموارد الطاقية حيث استطاع أن يخفض استهلاكه الطاقي بنسبة 36 في المائة، مشيرا إلى أن القطاع يواجه عدة إكراهات بهذا الخصوص تتمثل بالأساس في ارتفاع الطلب على السكن والنمو المتزايد للقطاع سنويا ما يضاعف من حجم استهلاك الطاقة. وأشار السيد احجيرة إلى أن الوزارة، وبشراكة مع وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، عمدت إلى تبني استراتيجية تقوم على اللجوء إلى استخدام الطاقات المتجددة في قطاع البناء من أجل التحكم في الاستهلاك الطاقي والحفاظ على الموارد الطاقية الوطنية إلى جانب إصدار دليل خاص بالنجاعة الطاقية وإحداث علامة الجودة التي تمنح للمقاولات التي تحترم البيئة وتتحكم في استهلاكها الطاقي وغيرها من التدابير الرامية إلى البحث عن مصادر طاقية بديلة. من جانبه، اعتبر سفير المفوضية الأوروبية بالمغرب السيد إينكو لاندابورو أن الجهود التي يبذلها المغرب من أجل تحقيق النجاعة الطاقية تعكس وجود إرادة سياسية قوية لتحديث قطاع الطاقة والسير قدما نحو البحث عن موارد طاقية أقل تلويثا للبيئة وتوسيع نطاق استخدام الطاقة الخضراء. وأوضح السيد لاندابورو أن الاتحاد الأوروبي، وفي إطار الوضع المتقدم للمغرب، عمل على دعم المبادرات التي انخرط فيها المغرب من أجل إدخال النجاعة الطاقية في عدد من القطاعات المحركة للاقتصاد المحلي واعتماد برامج لدعم المقاولات الصغرى والمتوسطة وتحفيزها على الانخراط في هذا المشروع التنموي. ويعرف هذا الملتقى، المنظم على مدى ثلاثة أيام من قبل غرفة التجارة الإيطالية بالمغرب بتعاون مع غرفة التجارة الإيطالية لفرنسا بمارسيليا والمركز الإيطالي (سيسفيتيك) للتنمية التكنولوجية للمقاولات وغرفة التجارة والصناعة لمارسيليا بروفانس وغرفة التجارة ببرشلونة، مشاركة 150 مقاولة من إيطاليا وفرنسا وإسبانيا والجزائر وتونس ولبنان إلى جانب المغرب.