أسدل الستار أمس السبت بآسفي على فعاليات الدورة التاسعة للمهرجان الوطني لفن العيطة، الذي نظم هذه السنة تحت شعار "فن العيطة توثيق للذاكرة الشعبية". واستمتعت ساكنة آسفي وزوارها، على امتداد الأيام الثلاثة للمهرجان، بسهرات فنية أحياها فنانون ومجموعات شعبية أصيلة، وذلك في مسعى من المنظمين للمزاوجة "بين النمط العيطي الأصيل والنمط العصري وخلق نوع من التوازن بين متطلبات الحفاظ على الموروث من جهة وإرضاء الأذواق المختلفة من جهة ثانية". ولاقت العروض الفنية، التي أثتت السهرة الختامية على غرار الليلتين السابقتين، إقبالا غفيرا للجماهير التي غصت بها ساحة مولاي يوسف بآسفي وتفاعلت مع إيقاعات شعبية و"عيوط" أبدع في أدائها الفنانون "اولاد بنعكيدة و"مجموعة الخيالة" و"مجموعة الفنان الميلس". وعرف المهرجان مشاركة كوكبة من نجوم الغناء الشعبي أمثال "مجموعة قلب الناس" وحميد المرضي" و"نجوى عتاب" و"كمال العبدي". وحافظت دورة هذه السنة على التقليد الذي سنته هذه التظاهرة الفنية على امتداد دوراتها السالفة والمتمثلة في تكريم والعناية بشيوخ فن العيطة وتحفيزهم على العطاء، حيث تم تكريم رمزين من شيوخ فن العيطة بآسفي هما العربي لكحل وعبد القادر لعسيري. كما شكلت "سمفونية العيطة"، التي أبدعتها "مجموعة الشيخ جمال الزرهوني" بمشاركة نحو 30 فنانا وعازفا على آلة الوتر "الكمبري" و"الطعريجة"، لحظة متميزة في المهرجان باعتبارها باكورة جهد فني وتوثيقي أحيى متونا قديمة وغير متداولة من فن العيطة.