شكلت تحديات التدهور البيئي لمدن حوض المتوسط وتدبير المشاكل المتعلقة ,على الخصوص،بالطاقة والنقل والتعمير محور اللقاءات الأولى الفرنسية-المغاربية،التي افتتحت اليوم الخميس بأكادير. كما شكل هذا اللقاء للمنتخبين وممثلي الوزارات المعنية والسلطات المحلية والمنظمات الدولية والخبراء والجامعيين,مناسبة للتفكير في الرهانات الأساسية للاستدامة التي تواجه المدن ودور كافة المتدخلين لضمان الحكامة الجيدة والتنمية الحضرية المستدامة. وأوضح رئيس المجلس البلدي لمدينة أكادير السيد طارق القباج،في كلمة خلال افتتاح هذه الندوة المنظمة على مدى يومين تحت شعار "المدن والتغيرات المناخية"،أن العالم يواجه،في كل مكان،نفس التحدي المتمثل في إعادة تنظيم المجتمعات وفقا لمبدإ الاستدامة باعتبارها حتمية إيكولوجية وضرورة للعدالة الاجتماعية. وذكر بأن البيئة وتدهورها لا تعرف حدودا وتتجاهل التراب المؤسساتي للجماعات،مشددا على ضرورة وضع مقاربة تضامنية وتكاملية بين المدن والجماعات لجعل المدن مستدامة للأجيال المستقبلية. كما ذكر العديد من المتدخلين خلال الجلسة الافتتاحية،التي انعقدت بحضور والي ورئيس مجلس جهة سوس ماسة درعة،بامكانية تحقيق انخفاضات مهمة لانبعاثات الغاز المسببة للاحتباس الحراري في مجالات البناء والنقل وتدبير النفايات والطاقة والتخطيط الحضري. واستعرض ممثلو وزارتي الطاقة والاسكان الجهود التي يبذلها المغرب من أجل السهر على احترام المتطلبات البيئية،مذكرين بهذه المناسبة بأن الوعي البيئي لم يكن بهذه القوة التي يعرفها اليوم خاصة مع انطلاق ورش ميثاق البيئة والتنمية المستدامة. وسينكب المشاركون خلال هذه الندوة على مناقشة العديد من المحاور تتعلق بقضايا تقليص حدة المخاطر،والتكيف مع التغيرات المناخية،والطاقات المتجددة والفعالية الطاقية،والتنقلات والحركية المستدامة على صعيد المدن،والبناء الإيكولوجي والتهيئة المستدامة. وتنظم ندوة أكادير تحت إشراف وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة،ووزارة البيئة والطاقة والتنمية المستدامة والبحار الفرنسية. وستتواصل لقاءات "مدن مستدامة بحوض البحر المتوسط" بعد ذلك في تونس والجزائر سنة 2011 لتتوج بندوة في فرنسا سنة 2012،السنة التي تؤرخ للذكرى ال20 لقمة الأرض بريو دي جانيرو بالبرازيل.