أشاد أفراد الجالية المغربية المقيمة بأوروبا، أول أمس السبت في أمستردام، بالمبادرة الملكية المتعلقة بالجهوية الموسعة، معربين عن استعدادهم للمساهمة في بناء وإنجاح هذا المشروع الطموح الذي يترجم إرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس في تجديد وتحديث هياكل الدولة. كما أشار أفراد من هذه الجالية يمثلون على الخصوص هولندا وبلجيكا وفرنسا وإسبانيا والدنمارك، إلى إنشاء اللجنة الاستشارية للجهوية، واصفين هذه المبادرة الملكية ب"التحول الكبير" في مجال الحكامة الترابية بالمغرب. وعبر رئيس المركز الاورو متوسطي للهجرة والتنمية السيد عبدو المنبهي في مداخلة له في ندوة حول موضوع "مسلسل الجهوية الموسعة بالمغرب، ودور الجالية المغربية بالخارج"، عن استعداد الجالية المغربية المقيمة بأوروبا لمواصلة المساهمة في تنمية بلدها الأم الذي حقق تقدما كبيرا وفتح أوراش كبرى في مجالات ضخمة سياسية وسويسيو اقتصادية وثقافية. ومن جهة أخرى دعا رئيس المركز، ومنظم التظاهرة بدعم من مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج ومجلس الجالية المغربية بالخارج، إلى تعزيز آليات التنسيق بين الجمعيات المغربية في المملكة وفي الخارج، والتي لها علاقة بالمشاريع المرتبطة بالجهورية الموسعة. كما دعا إلى تنظيم حملة تواصلية لإطلاع الشباب المغربي من أبناء المهاجرين أكثر على هذا المشروع المجتمعي، مشيرا إلى المغاربة في كل أرجاء العالم مرتبطون كثيرا ببلدهم الأصلي، ومستعدون، كما عهدوا عليه، للمساهمة في تنمية المغرب، وبالتالي فمن الضروري إشراكهم في أي مشروع يهم هذا البلد الجميل والكبير". ولم يفت السيد المنبهي، أن يجدد بهذه المناسبة، التأكيد على تشبث أفراد الجالية المغربية المقيمة بأوروبا بمغربية الصحراء، وعلى تجندهم الدائم واللامشروط وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس. من جانبه، أبرز الجامعي والباحث المتخصص في الهجرة السيد عبد الكريم بلكندوز دور الجالية المقيمة بالقارة الأوربية في مشاريع التنمية بالمغرب، مشيرا إلى الاهتمام الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمواطينين المغاربة في كل أرجاء العالم. وذكر، في هذا الصدد، بقرار صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 6 نونبر 2005 منح المغاربة المقيمين بالخارج حق التصويت وحق الترشح في الانتخابات الوطنية، مؤكدا أن مثل هذا القرار يعكس "شجاعة" المغرب الذي يحافظ على مواطنيه ويحميهم أينما كانوا رغم ضغوط بعض الحكومات الأجنبية. وأوضح السيد بلكندوز أن هذا القرار سيمكن الأجيال الشابة التي نشأت في بلدان الاستقبال بالتمتع بحقهم في المواطنة والمشاركة في الحياة السياسية والنشطة بالمغرب وذلك بالتزامن مع إقامتهم في الخارج. وعلى صعيد آخر، دعا إلى تنظيم حملات تواصلية لتشجيع وحشد الكفاءات حول هذا المشروع الطموح المتمثل في الجهوية. من جانبه، أبرز منسق الشبكة الاورو-مغربية للهجرة والتنمية، السيد عبد الفتاح الزين مساهمة هذه الجالية في تنمية المغرب، داعيا الى الاستفادة أكثر من تجربتها ومهاراتها. وأكد السيد الزين على ضرورة إشراك كافة أعضاء الجالية المغربية في جميع أنحاء العالم في هذا المشروع المجتمعي الكبير، لاسيما تلك المقيمة في آسيا والأمريكتين وأفريقيا. كما دعا مغاربة أوروبا وباقي العالم إلى وضع تجاربهم المكتسبة وهاراتهم رهن إشارة بلدهم الأم وذلك في مجالات لم تكتشف بعد بالمغرب. ومن جانبه، رحب رئيس منتدى المنظمات غير الحكومية في شمال المغرب، السيد عبد المؤمن صبيحي بالمبادرة الملكية المتعلقة بالجهوية، مشيرا إلى أن إطلاق ورش مجتمعي كبير من هذا القبيل يندرج في سلسلة الاصلاحات التي دشنها المغرب. وذكر، في هذا الصدد، بإحداث هيئة الإنصاف والمصالحة ومدونة الأسرة الجديدة، مؤكدا في الوقت ذاته، أن مشروع الجهوية يعكس المبادرة الاستراتيجية الهامة والشجاعة. وقد تميز هذا الاجتماع بحضور سفير المغرب في هولندا، السيد جواد حمدي و150 من ممثلي جمعيات الجالية المغربية المقيمة بأوروبا.