أكد محمد عامر، الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، أول أمس الثلاثاء بالدارالبيضاء، أن العودة السنوية لمغاربة المهجر إلى الوطن الأم، سجلت ارتفاعا ملحوظا، خلال العشر سنوات الأخيرة. وذكر عامر، خلال لقاء مع الجالية المغربية المتحدرة من جهة ولاية الدرالبيضاء الكبرى، بالعناية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لهذه الجالية، وبمختلف البرامج الموجهة لفائدتها. وأشار إلى أن العودة المكثفة للجالية المغربية المقيمة بالخارج إلى الوطن تترجم ثقة مغاربة العالم في بلدهم، وفي الإصلاحات التي تشهدها على كافة الأصعدة، معتبرا أن عملية العبور التي تتحسن سنة بعد أخرى، تنخرط فيها جهود أعداد كبيرة من الأقسام والمؤسسات، من أجل ضمان نجاح عودة ما يناهز مليوني شخص من أفراد هذه الجالية. وبعدما استعرض الوزير سلسلة من التدابير والإجراءات المتخذة لصالح هذه الفئة، أشار إلى برنامج عمل يرمي إلى تعريف الأجيال الجديدة من شباب الجالية المغربية المقيمة بالخارج بثقافة وتاريخ وحضارة وطنهم الأم وتقوية علاقاتهم به. وذكر في هذا الصدد بخلق المجلس المغربي العلمي لأوروبا ومشروع إنشاء شبكة من المراكز الثقافية في بلدان الاستقبال (ستة منها في طور الإنجاز، وعشرة سيجري إنجازها خلال الخمس سنوات المقبلة)، وتنظيم المغرب لتظاهرات لفائدة الشباب، مثل الجامعة الصيفية، وتدعيم تعليم اللغة العربية بالخارج بتنسيق مع النسيج الجمعوي المحلي. وأشار أيضا إلى إنجاز مخطط اجتماعي يرمي إلى مساندة أفراد الجالية المغربية بالخارج، الذين يوجدون في وضعية صعبة أو هشة، خاصة منهم المسنون والمتقاعدون أو غير المتوفرين على وثائق إدارية، داعيا الجمعيات المحلية إلى المساهمة في هذا البرنامج. وقال عامر إن جهود الوزارة ضمن الجهود المبذولة من قبل الحكومة، تستهدف تحسين الخدمات المقدمة للجالية المغربية المقيمة بالخارج، مشيرا إلى إنشاء خلية قانونية داخل الوزارة تتكلف بالشؤون القانونية للجالية، وإلى وضع شبكة للشبابيك الجهوية الموحدة. ونوه بالأعمال والمبادرات التي تقوم بها جمعيات الجالية المغربية، من أجل تدعيم التنمية المحلية، داعيا إلى المزيد من التنسيق بين المتدخلين المحليين والمقيمين بالخارج، من أجل تكاثف الجهود وتكاملها في هذا الإطار. وعبر عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، من جهتهم، خلال هذا اللقاء، عن عميق امتنانهم للعناية السامية التي يحيطهم بها جلالة الملك محمد السادس، وعن تشكراتهم للجهود التي تبذلها الحكومة لفائدتهم، مؤكدين تجندهم من أجل إنجاح التنمية، التي يشهدها المغرب، ومن أجل الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة.