أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، السيد الطيب الفاسي الفهري اليوم الثلاثاء بالرباط، أن المغرب طور علاقات "جد خاصة" مع القارة الإفريقية في إطار العلاقات الثنائية. وأشار السيد الفاسي الفهري، في كلمة ألقاها خلال حفل نظم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لإفريقيا، تحت شعار "التعاون جنوب-جنوب اختيار استراتيجي للمغرب"، إلى أن المملكة وقعت خلال الفترة ما بين 2000 و2010، على أكثر من 400 اتفاق سياسي واقتصادي وتقني مع بلدان إفريقية شقيقة وصديقة. وأوضح أن المغرب "وسع تعاونه ليشمل العديد من محاور التدخل" و"نجح في اشراك فاعلين جدد كالبرلمانيين والمنظمات غير الحكومية"، مضيفا أنه "سعيد جدا" بتطور هذا التعاون الذي يرتكز على الاحترام المتبادل. وذكر بأن 15 ألف طالب ينحدرون من 42 بلدا إفريقيا تابعوا دراساتهم بالمغرب منذ سنة 1990، حيث استفادت الغالبية العظمى منهم من منح دراسية منحتها لهم المملكة. وأضاف السيد الفاسي الفهري، أن المغرب قام على مستوى التعاون التقني، بتكوين أزيد من ألف إطار إفريقي في مجالات الفلاحة والصحة والصيد البحري والصناعة التقليدية. أما في ما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والمالي، فقد ذكر الوزير بمشاركة المغرب في حوالي عشرة مشاريع همت، على الخصوص، التمويل والإشراف على بناء مدارس ابتدائية، بالإضافة إلى الدعم المقدم لجمهورية جيبوتي في المجال الفلاحي. وأوضح بهذا الصدد، أن العديد من المقاولات العمومية تفوز بطلبات العروض، مشيدا بالحضور "القوي جدا" للبنوك والمؤسسات المالية المغربية في القارة الإفريقية. كما أبرز السيد الفاسي الفهري الدور الذي اضطلع به المغرب في نيل عدد من البلدان الافريقية لاستقلالها، داعيا إلى تعزيز المبادلات التجارية بين البلدان الافريقية، والتي لا يمثل إلا 10 في المائة من حجم التجارة الإفريقية. من جهته، ذكر سفير جمهورية أنغولا بالرباط، السيد لويس خوسي دي ألمايدا، عميد السفراء ورؤساء المجموعة الدبلوماسية الإفريقية، بدور المغرب البارز في تحرير عدد من البلدان الإفريقية من نير الإستعمار. وأكد، في هذا الإتجاه، على أهمية الدور الذي اضطلع به جلالة المغفور له الملك محمد الخامس في الكفاح ضد الاستعمار بالقارة الإفريقية، مشيدا بالدعم المتواصل لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي "عمل على تكثيف العلاقات مع بلدان إفريقيا جنوب الصحراء"، وكذا بإسهام جلالته في التنمية البشرية والإقتصادية لهذه البلدان. يشار إلى أن هذا اليوم، الذي نظمته وزارة الشؤون الخارجية والتعاون وحضره العديد من أعضاء الحكومة والهيئة الدبلوماسية المعتمدة بالمغرب، يروم تشجيع التقارب بين الشعوب الإفريقية.