أجرى الحوار هشام بومهدي - أكد المدير العام للمركز الإفريقي للتدريب والبحث الإداري للإنماء "كافراد" السيد سيمون ماموسي ليلو، أن المركز يشكل أداة مهمة للنهوض بالتدبير الإداري والحكامة المحلية، لفائدة البلدان الإفريقية. وأوضح السيد ماموسي، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أن مركز "كافراد"، الذي يعد منظمة إفريقية أحدثت سنة 1964 بمبادرة من المغرب، يسعى إلى تشجيع التفكير الخلاق حول قضايا الحكامة الرشيدة، والإدارة المحلية بشكل جماعي بين دول القارة السمراء. ويشكل المركز، الذي يوجد مقره حاليا بمدينة طنجة، ثمرة تعاون ملموس بين دول القارة الإفريقية في مجال التدبير الإداري، كما يساهم في نسج علاقات تعاون وتبادل الخبرات والممارسات الحسنة، والتشاور حول السبل الكفيلة بتحسين التدبير الإداري، ومن ضمنه النهوض بدور الجماعات المحلية. ولاحظ السيد ماموسي أن الحكامة الرشيدة، بالشكل الذي يرمي مركز كافراد إلى إشاعته بين دول القارة، يتعين أن تكون شاملة وتشاركية، وأن تعود بالنفع على ساكنة القارة عموما، وعلى المستوى المحلي على وجه الخصوص. بهذا الصدد، أشار إلى أن مركز "كافراد" يساهم بشكل فعال في الجهود والبرامج الرامية إلى دعم اللامركزية، من خلال تنظيم ندوات ودورات تكوينية، وإعداد بحوث ودراسات هادفة، تتناول تدبير الشأن المحلي. وأضاف في السياق ذاته، أن الجماعات المحلية تعد في الوقت الراهن رافعات حقيقة للتنمية البشرية، حيث أصبح دورها أكثر أهمية في سياق عالمي، تخيم فيه الأزمة على جميع مناحي الاقتصاد، مبرزا أن هذه الوضعية فرضت على الدولة، التوفر على جماعات محلية خلاقة ومتضامنة، بهدف مقاومة آثار الأزمة، والحد من تبعاتها على الساكنة. في هذا الإطار، أوضح أن الدورة الخامسة من مؤتمر المدن الإفريقية، المنعقد ما بين 16 و20 دجنبر الجاري بمراكش، يشكل موعدا مهما من أجل الدفع بمسار اللامركزية بإفريقيا، والتفكير في مكانة ودور الحكومات والمجالس المحلية في الحكامة والتنمية، وتقييم تفعيل السياسات والبرامج الوطنية، للتعاون في مجال التنمية المحلية. كما أشار إلى أن أهمية هذا اللقاء تكمن في إبراز كون رهان تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لم يعد حكرا على السلطات المركزية فقط، معتبرا أن المؤتمر سيسمح بتبادل الأفكار والتجارب، من خلال العروض والمواضيع التي سيتم التطرق إليها، خصوصا ما يتعلق بدور الجماعات المحلية والجهات الإفريقية، في سياق الأزمة الاقتصادية العالمية. ويعد المركز الإفريقي للتدريب والبحث الإداري للإنماء، منظمة إفريقية تهدف إلى بث دينامية في الإدارة العمومية، وعصرنة تدبير الشأن العام على مستوى بلدان القارة، وقد جاء تأسيسها بمبادرة من المغرب خلال الجمع العام لمنظمة اليونيسكو سنة 1964. وتتمثل المهمة الأساسية للمركز في المساهمة في دراسة المشاكل الإدارية التي تعترض التنمية الاقتصادية والاجتماعية ببلدان القارة، وينجز في هذا الصدد مجموعة من الأبحاث، كما يساهم في المشاورات بين الأعضاء لتجاوز هذه المشاكل. ويرأس مجلس إدارة المركز، الذي يضم في عضويته حاليا 37 بلدا إفريقيا، الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بتحديث القطاعات العامة.