أكد المشاركون في ندوة احتضنتها مدينة الداخلة نهاية الأسبوع الماضي أن التاريخ العريق للمغرب يزخر بدروس تدل على الروابط الراسخة القائمة بين الأقاليم الجنوبية والشمالية للمملكة. وأشاروا بدرجة أولى، خلال الندوة التي نظمها الفرع الجهوي لوادي الذهب-لكويرة لرابطة أنصار الحكم الذاتي بالأقاليم الصحراوية المغربية، إلى عقد البيعة الذي يربط، أبا عن جد، الساكنة الصحراوية بسلاطين المغرب، فضلا عن الروابط الروحية القائمة عبر التاريخ بين الزوايا في الجنوب ونظيراتها في الشمال. وأبرز المشاركون في الندوة، المنظمة تحت شعار "تاريخ الصحراء كي لا يتم نسيانه" أن المطالب المشروعة للمغرب في الأقاليم الجنوبية، وهي التراب الذي استرجعه بواسطة مسيرة سلمية، تبررها روابط تاريخية وسوسيو-اجتماعية وقانونية قائمة بين شمال وجنوب البلاد منذ أزمان غابرة. كما تناولوا مختلف مراحل الكفاح الوطني من أجل استقلال البلاد واستكمال الوحدة الترابية للمملكة وتمتين وحدة المغرب، مبرزين في هذا الاتجاه أن "الفاصل الاستعماري الذي قسم البلاد إلى منطقتي احتلال إسبانية وفرنسية لم يتمكن من التأثير في روح الانتماء الوحدوي أو يفكك روابط بيعة الساكنة الصحراوية للسلاطين المغاربة". وأكد المشاركون كذلك على وجاهة وجدية ومصداقية مبادرة الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية التي اقترحها المغرب لحل ملف الصحراء، مشيدين بالمناسبة بالعودة المكثفة للصحراويين من مخيمات تندوف الذين وضعوا بذلك حدا لسنوات من المعاناة والاحتجاز في هذه المخيمات. وتميزت هذه الندوة بتقديم عروض حول "المسيرة الخضراء" و"النزاع المفتعل في الصحراء" و"الحكم الذاتي، خيار استراتيجي".