قطع الفيلم العالمي "رحلة إلى مكة" الذي يروي قصة الرحالة العربي "ابن بطوطة"، أميالا عديدة ليحط الرحال هذه المرة في دور السينما البريطانية.وتدور أحداث الفيلم -الذي تمت ترجمته إلى عديد من اللغات، منها الإسبانية والفرنسية- حول آلاف الأميال التي قطعها شرقاً ابن بطوطة لأداء فريضة الحج، ومصاعب تلك الرحلة الشهيرة.وذك أن الفيلم الذي تم تصويره في صحراء المغرب، وفي الحرم المكي بإمكانيات فنية عالية، وبتكاليف مرتفعة، يسعى إلى إيضاح صورة الحج بالنسبة لغير المسلمين وألقى الفيلم الضوء على قيم الإسلام، من خلال الرحلة التي استغرقت 18 شهراً في القرن ال 14، والتي بدأها من مدينة طنجة المغربية، عبر الصحراء والمدن المختلفة إلى مكة.وقال "طاهر شاه"، كاتب السيناريو: إن الفيلم واجه صعوبات بالغة خلال كتابة السيناريو والمونتاج والتصوير، بالإضافة إلى ضخامة المعدات والكاميرات التي كان عليهم نقلها إلى الحرم المكي.بينما أشار "باترين ديدفيد" مخرج أول الفيلم، إلى أن "رحلات ابن بطوطة امتدت إلى 30 عاما، اكتشف خلالها عديدا من الأشياء، وتعرض لعديد من المخاطر، من هجمات معادية إلى الأمراض التي أصيب بها، لكنه تمكن من رؤية مدن لم يكن يراها إلا من خلال هذه الرحلة كالقاهرة ودمشق".ويغادر ابن بطوطة الشاب مدينته المغربية وحيدا في اتجاه مكة، ويواجه في طريقه -في صحراء شمال إفريقيا- شتى أنواع الصعاب، لا سيما قطَّاع الطرق، إلا أن أحد قطاع الطرق يتحول إلى صديقٍ وحامٍ له، ولمرافقه في رحلته الطويلة، وبعد التحاقه بقافلةٍ تضم آلاف الحجاج من دمشق، يصل ابن بطوطة إلى مكة إنسانا جديدا.ويبلغ الفيلم ذروته مع الوصول إلى مكةالمكرمة، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تصوير المشاعر المقدسةوابن بطوطة لن يعود بعد ذلك إلى بلاده إلا بعد 30 عاما، يزور خلالها 40 بلدا، ويصبح الرحّالة الذي تعد رحلاته من الرحلات الأكثر جرأةً في التاريخ، فقد قطع ثلاثة أضعاف المسافة التي قطعها الرحالة التاريخي ماركو باولو.