الرباط "مغارب كم": وائل بلقوبع تشهد مدينة سلا المغربية كل سنة مهرجانا فريدا من نوعه بمناسبة ذكرى المولد النبوي. ويجوب شوارع المدينة بشموعه المصممة بطريق جميلة ومختلفة، وسط طقوس احتفالية وحضور واسع للمتفرجين الذين يأتون من كل حدب وصوب لاقتناص هذه اللحظات النادرة. و موكب الشموع او «موسم الشموع» تقليد ديني سنوي قديم يضرب بجذوره بعيدا في عمق تربة التاريخ الإسلامي. فقد كان أحد ملوك المغرب، وهو الملك السعدي أحمد المنصور الذهبي في زيارة إلى اسطنبول، فأثار إعجابه ما كانت تشهده من أجواء احتفالية تتمثل في استعراض الشموع في مواكب شعبية. وبقيت الفكرة راسخة في ذهنه بعد عودته. وما إن وضعت معركة «وادي المخازن» الشهيرة أوزارها، حتى سعى إلى تنفيذ هذا الحلم الذي ظل يراوده. واستدعى الملك السعدي، أمهر صناع الشموع في كل من مراكشوسلا وفاس من أجل صناعة هياكل شمعية على غرار ما شاهده في تركيا. وجرى الاحتفال الأول عام 986ه. ومنذ ذلك التاريخ ظلت مدينة سلا محافظة على هذا التقليد السنوي مع طقسها الثقافي والديني والشعبي الخاص. و يستقطب موكب الشموع أفواجا من السياح ، إذ يرتدي المشاركون أزياءهم التقليدية، ثم يحملون الشموع فوق أكتافهم، ويرافق ذلك صوت قرع الطبول، والأنغام التي تعزفها الفرق الموسيقية المتنقلة. ويمضي الموكب في طريقه، مخترقا أهم شوارع مدينة سلا.