ذكر الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، بأنه يأخذ بعين الاعتبار وزن التاريخ في تعاطيه مع قضايا دول المستعمرات السابقة، وعلى وجه خاص مع الجزائر. جاء ذلك في ندوة صحفية للرئيس ساركوزي، أمس، حاول خلالها تبرير تأخر موقف بلاده بخصوص الأحداث التي عرفتها تونس. وشدد الرئيس ساركوزي على أن ''حق التوازن مطلوب عند اتخاذ فرنسا مواقفها باتجاه المستعمرات السابقة''، مشيرا في هذا الصدد إلى أن ''القوة الاستعمارية دائما غير شرعية في إصدار مواقف تخص الشؤون الداخلية لإحدى مستعمراتها السابقة، وعليه فإنني مطالب بالتزام نوع من الحذر، لأنني لا أريد أن تعامل فرنسا بوصفها البلد الذي ما يزال يحتفظ بردود الفعل الاستعمارية''. وحاول ساركوزي، من خلال هذه المعطيات، الدفاع عن موقف بلاده الداعم للرئيس التونسي المخلوع، دون أن تكون له قراءة صحيحة للواقع التونسي ولما يعانيه الشعب من قمع وتضييق على الحريات. وضمن هذه الرؤية، أوضح ساركوزي أن الرئيس الفرنسي ''ينبغي أن يأخذ بعين الاعتبار عامل الثقل التاريخي في الموقف الذي يتخذه بشأن تطور كل دولة من الدول التي كانت ضمن المستعمرات القديمة لفرنسا''، مبرزا في هذا الخصوص: ''إنني مطالب بهذا الحذر وبهذا التراجع على وجه خاص مع الجزائر وليس وحدها فقط''. واعترف ساركوزي بأن فرنسا لم تتخذ الموقف المناسب إزاء حالة اليأس التي كان يعيشها الشعب التونسي، مشيرا في هذا الصدد بأن ''وراء صورة المجهودات المبذولة في قطاع التربية والتكوين وفي مجال حرية المرأة والديناميكية الاقتصادية وبروز الطبقة الوسطى، كان هناك يأس ومعاناة وإحساس بالاختناق لدى التونسيين، والذي كان علينا الاعتراف به، ولكننا لم نقم بالأمر المطلوب''، مبررا ذلك بأنه ''لم يكن لدينا دوما ذلك التراجع المطلوب لإجراء قراءة وتفهم للإحساس الموجود لدى الآخرين''. من جانب آخر، وبخصوص التهديدات التي أطلقتها القاعدة في الساحل والتي تحتجز لديها 5 رهائن فرنسيين من عمال شركة ''أريفا'' في النيجر منذ شهر سبتمبر الفارط، قال ساركوزي إن المعلومات التي يتوفر عليها تقول إنهم أحياء، وأعلن عدم تراجع فرنسا عن مواقفها الرافضة للإرهاب. وفي شكل تحد، أشار نيكولا ساركوزي إلى أن كل ضحية فرنسي يغدر به الإرهاب لن يزيد سوى من تقوية عزيمة بلاده في مكافحة الإرهاب دون هوادة''.