سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مقعد الرئاسة يشعل فتيل الحرب بين «ساركوزي» و«ستراوس كان» كتاب «دومينيك ستراوس كان ساركوزي: الصراع» يسلط الضوء على المنافسة الخفية والمعلنة على منصب رئاسة فرنسا
خاصية الاستحقاق القادم هي عامل الاستقطاب الذي ارتسم باكرا بين رجلين وازنين قد يجدان نفسيهما، في آخر المشوار، وسط الحلبة وجها لوجه: نيكولا ساركوزي ودومينيك ستروس كان، المعروف بالأحرف الثلاثة: د-س-ك، رئيس صندوق النقد الدولي. إذ الحديث عن ترشيحات أخرى تبدو عرضية ومؤقتة. معركة الحسم ستتم إذن بين رجلين طمسا إلى إشعار آخر عداوتهما وخلافهما في انتظار الساعات الملائمة لحسم المعركة والإجهاز على بعضهما البعض!. يأتي كتاب «دومينيك ستروس كان، ساركوزي: الصراع»، الصادر عن منشورات ماكس ميلو في 281 صفحة ومن توقيع ألكسندر كارا وفيليب مارتينا لإضاءة الحيثيات والرهانات التي تحكم الصراع بين الرجلين. يعمل الأول صحافيا بجريدة «لوباريزيان أوجوردوي»، أما الثاني فهو محقق صحافي بالقناة الثانية حيث يغطي أنشطة قصر الإليزيه. نزاهة واحتيال، أخلاق ودسيسة، نرجسية وتفان في خدمة الغير...تلك هي السياسة. و بهذا المعنى تبقى أحد أسمى الفنون التي يتآلف فيها المختلف. في المشهد السياسي الفرنسي، يجب إضافة عنصرين مميزين للممارسة السياسية: البوليميك (السجال) والعنف، إلى درجة أنهما يختزلان أحيانا، وإلى حد الابتذال، روحها. وتعتبر الانتخابات الرئاسية اللحظة التي يفرغ فيها بامتياز وبلا تردد عنف الظاهر والباطن. ولنا في الاستحقاق الرئاسي لعام 2012، الذي من المفروض أن يقام في شهر مايو، مثال ساطع على ذلك. إذ بدأت داخل المعسكرات المتحاربة الترتيبات، الترشيحات، والتصعيدات: اليمين يمثله حزب الأغلبية الجمهورية بزعامة الرئيس نيكولا ساركوزي، وأحزاب اليسار التي يتزعمها القطب الأكبر، الحزب الاشتراكي الفرنسي، ثم حزب الجبهة الوطنية المتطرف بزعامة جان ماري لوبان، الذي سيترك قريبا الرئاسة إما لابنته أو لساعده الأيمن برينو غولنيش. أما أحزاب الوسط فسترفع صوتها الخفيت قبل الالتحاق أخيرا بساركوزي أو الدعوة إلى الامتناع عن التصويت. لكن خاصية الاستحقاق القادم هي عامل الاستقطاب الذي ارتسم باكرا بين رجلين وازنين قد يجدان نفسيهما، في آخر المشوار، وسط الحلبة وجها لوجه: نيكولا ساركوزي ودومينيك ستروس كان، المعروف بالأحرف الثلاثة: د-س-ك، رئيس صندوق النقد الدولي. إذ الحديث عن ترشيحات أخرى تبدو عرضية ومؤقتة. معركة الحسم ستتم إذن بين رجلين طمسا إلى إشعار آخر عداوتهما وخلافهما في انتظار الساعات الملائمة لحسم المعركة والإجهاز على بعضهما البعض!. يأتي كتاب «دومينيك ستروس كان، ساركوزي: الصراع»، الصادر عن منشورات ماكس ميلو في 281 صفحة ومن توقيع ألكسندر كارا وفيليب مارتينا لإضاءة الحيثيات والرهانات التي تحكم الصراع بين الرجلين. يعمل الأول صحافيا بجريدة «لوباريزيان أوجوردوي»، أما الثاني فهو محقق صحافي بالقناة الثانية حيث يغطي أنشطة قصر الإليزيه. مذاكرة في المرحاض وقع الحادث في 24 من سبتمبر 2009 بمدينة بيتسبورغ، وهي من كبريات المدن الأمريكية، خلال انعقاد مؤتمر الدول العشرين الأكثر تصنيعا في العالم. لم يشك رؤساء الدول والحكومات المشاركون في المؤتمر بأن الكواليس، وخاصة دورة مياه الصالة التي انعقد فيها المؤتمر، عرفت أحد الفصول التمهيدية للمواجهة القادمة بين الرئيس الفرنسي ورئيس النقد الدولي. عند وصولهما إلى المؤتمر، حيا دومينيك ستروس كان بسرعة نيكولا ساركوزي قبل أن يهمس في أذنه هذه العبارة الجافة: «أود أن أقول لك كلمتين». كان قد مضى عام على ترؤس دومينيك ستروس للمؤسسة الدولية ولم يكن في وضع نفسي جيد. وما أن رفعت الجلسة حتى ركض ستروس كان في اتجاه ساركوزي ليخاطبه: «عدت لا أطيق الإشاعات التي يلفقها رجالك ضدي»، فتظاهر ساركوزي بأنه فوجئ، ففسر له ستروس كان مبررات غضبته الناتجة عن التصريحات التي أدلى بها فرديريك لوفيفر، الناطق الرسمي باسم التجمع من أجل حركة شعبية، التي أشار فيها إلى أنه في حالة ما عيّن دومينيك ستروس كان مرشحا باسم الحزب الاشتراكي، فإنه «سيسرب ألبوما للصور تظهره في وضع فضائحي مع بعض النساء. ولن تروق هذه الصور للفرنسيين». أجابه ساركوزي: «طيب، تعال لنتذاكر في الموضوع. لكن قبل ذلك يجب أن أذهب لأتبول !». تبعه ستروس كان. وهما يتبولان تابعا النقاش: ساركوزي: إنها مجرد إشاعات واهية. - ستروس كان: إن كانت في حوزة لوفيفر صور فلينشرها، وسأرفع دعوى ضد كل من يروج مثل هذه الإشاعات. - ساركوزي: صدقني. لا ألتقيه إلا نادرا. - ستروس كان: إنه تصرف غبي ولا يخدمك ألبتة. وإن استمر هذا التهريج سأكون مضطرا للترشح للرئاسة. - ستركوزي: أؤكد لك أنه لا علم لي بذلك. أنت تعرفني. بعد المؤتمر، سربت الصحافة الأمريكية «مذاكرة المرحاض» هذه، الشيء الذي دفع بفرديريك لوفيفر، الذي تطلق عليه الصحافة الفرنسية «كلب ساركوزي» إلى التكذيب الخافت لهذه التصريحات. يؤرخ هذا الحادث لبداية معاهدة ضمنية، بل سرية بعدم الاعتداء المتبادل بين الرجلين. تقاطع المصالح بين ساركوزي ودومينيك في 29 يوليوز 2007، خلال حفل زواج ابنته، تلقى ستروس كان مكالمة هاتفية من جان-كلود جونكير، يقترح فيها عليه خلافة الإسباني رودريغو راتو على رأس صندوق النقد الدولي. لم يتردد ستروس كان ولو لحظة واحدة لقبول الاقتراح. وبعدما حصل جونكير على موافقة أغلبية رؤساء الدول والحكومات العظمى، بقيت موافقة ساركوزي، الذي رفض ستروس كان الاتصال به أو استعطاف مساندته. فما كان من جونكير إلا أن اتصل بساركوزي، الذي وافق على الفكرة، بل أكثر من ذلك وضع كل الإمكانيات تحت تصرف ستروس كان للدفاع عن ترشيحه. لكن مساندة ساركوزي ودعمه لهذا الترشيح لم يكونا بوازع حب فرنسا أو من باب الود، بل تقف وراءهما حسابات سياسية مدروسة. لاحقا، وخلال مناسبات وأعياد وطنية، حاول ساركوزي تقديم ستروس كان كما لو كان أحد وزراء الانفتاح. لكن التسيير الجيد والمحكم لزوبعة التسونامي التي ضربت الاقتصاد العالمي رفعت من شعبية ستروس كان لتضعه في مصاف رئيس جمهورية قادر على تسيير البلاد. وهكذا قد يكسب ترشيحه شرعية دولية. منذ البداية شكك ستروس كان في الفرضية القائلة بأن دعم ساركوزي لم يكن إلا بغرض التخلص منه وإبعاده، بل اعتبر أن الأمر على العكس يتعلق بتقاطع للمصالح. هكذا أصبح د-س-ك ( دومينيك ستروس كان) خطرا على الإليزيه. ولإيقاف هذا المد الكاسح شرع ساركوزي خلال وجبات الغداء، التي يعقدها مع الصحافيين، في تسريب الفكرة القائلة بأن ستروس كان لن يغادر دفء وسلطة منصبه في واشنطن. «ما الداعي لمغادرة واشنطن هو الذي له مقام رئيس دولة ويملك جميع الحظوظ لكي يعاد انتخابه على رأس صندوق النقد الدولي. ما مبرر عودته للمستنقع الاشتراكي في الوقت الذي يتوفر على جميع الامتيازات؟». أمام الصحافيين والمناضلين الاشتراكيين، الذين يسألونه عن موضوع ترشحه للرئاسة، يكتفي ستروس كان بالرد: «رغبتي هي إنهاء العقد الذي يربطني بالمؤسسة». إلى غاية الانتخابات الجهوية راهن ستروس كان على أن تحرق مارتين أوبري كل أوراقها حتى يمكنه أن يتقدم هو كبديل سياسي. لكن الإنجاز الذي حققه الحزب في الانتخابات الجهوية أعادت الدماء إلى شرايينه وعززت بالتالي من موقع مارتين أوبري، وهو معطى أخذه بعين الاعتبار د-س-ك . طفولة ساركوزي المخيفة وهو في الثامنة عشرة، قام ساركوزي رفقة احد أصدقائه بزيارة جنوب المتوسط. ولما وصل إلى سالونيك عرف بأن هذا المسار هو، لاشعوريا، «بحث عن الأصول المفقودة. بهذه المدينة رأى جده النور. إذ سالونيك هي مهد عائلة جده الأكبر الملقب بملاح. ابن التلفيزيون أبصر نيكولا دو ناجي بوكسا (نيكولا ساركوزي)، النور في 28 يناير 1955، وهو الابن الثاني. بعد طلاق الوالدين رجعت أمه رفقة أطفالها إلى بيت والدها، الذي لعب دورا كبيرا في تربية الأطفال. وإن كانت الأم غير حريصة على التربية الدينية، فإن أختها عوضتها لأداء هذا الدور وتربية الأطفال على تعاليم المسيحية، حيث كانت ترافق نيكولا لصلاة الكنيسة يوم الأحد. وفيما بعد، أعلن ساركوزي جهرا، وذلك على النقيض من العديد من الرؤساء الفرنسيين، عن قناعته الكاثوليكية. وعلى المستوى الثقافي، يبقى ساركوزي حالة شاذة في تاريخ الجمهورية الخامسة، فهو ميال إلى أغاني جوني هاليداي، الذي أصبح فيما بعد أحد أصدقائه، وميشال ساردو. وفي مجال السينما يقبل على مشاهدة أفلام لوي دوفيناس الساخرة، كما أنه أحد المساندين لفريق «باري سان جيرمان»، ويتابع سباق الدراجات الهوائية السنوي، وهو هاو لجمع الطوابع البريدية، وقارئ نهم لكتب التاريخ، وخاصة تلك التي تعالج موضوعات الحرب الكونية الثانية. يكره المثقفين، المعلمين والعلماء. ولربما بقي التلفزيون «أداته الثقافية» المفضلة، مما يبرر عن جدارة حمله لقب «ابن التلفزيون». إذ يتحدث في الموضوع مع منشطيه عن دراية. نشأ ساركوزي مع التلفزيون، وعلى النقيض من ميتران وجاك شيراك، اللذين كان لهما ميل للكتابة، فإنه مستهلك نهم للصور. واتسعت رقعة اهتمامه لما أصبح رئيسا للجمهورية يعين البعض ويطيح بالبعض الآخر. النساء كقاسم مشترك رجلان مقربان جدا من النساء. منهما من كان يبحث عن نصفه المفقود، ومنهما من كان يسعى، بعد عرض سلطته على عالم الرجال، إلى عرضها أيضا على عالم النساء. المهم، يبقى ستروس كان و ساركوزي زيرين للنساء. تزوجا ثلاث مرات. ولربما كانت المرأة الثالثة هي المرة الأخيرة لمشوار متقلب. في حالة ساركوزي سخر كلا من سيسيليا وكارلا كأدوات إعلامية لخدمة طموحه السياسي. وفي أفق 2012، ليس من المستبعد أن يجند المرشحان نساءهما لخدمة استراتيجيتهما الانتخابية. إن اتفق الرجلان على خدمة المصالح العليا لفرنسا، فإن ما يفرق بينهما أكثر مما يجمعهما: طرق التعامل مع السلطة، أساليب تسيير الملفات وتصدير صورتهما إلى الخارج. وفيما يتبرم ستروس كان من خطر الانحراف الذي يرافق السلطة، يقبل عليها ساركوزي بنهم، تحذوه رغبة واحدة: أن يصبح نابليون القرن الواحد والعشرين ! أفضل عدو على مقربة من الاستحقاق الرئاسي ل2012، تتركز نظرة كل من المرشحين المحتملين على الأعداء المقربين. دومينيك دوفيلبان بالنسبة لساركوزي ومارتين أوبري بالنسبة لستروس كان. لكن في الوقت الذي وصلت العلاقات بين ساركوزي ودومينيك دو فيلبان إلى حد الاختناق، انفرجت نسبيا العلاقات بين أوبري وستروس كان. في منتصف غشت من الصيف الماضي، حلت أوبري ضيفة على ستروس كان بالرياض الذي يملكه في مراكش. كان الجو حارا، لكن بهيجا. ولم يكتف الاثنان بأكل أشهى الأطباق، بل تناولا الخلافات التي قد تؤثر على فرص الحزب الاشتراكي في الفوز بالرئاسية. كما عقد الاثنان حلفا سمي ب«حلف مراكش»، بمقتضاه تسند إلى أوبري مهمة تسيير الحزب مقابل عدم ترشحها للرئاسة في حالة ما قرر ستروس كان خوض هذا الاستحقاق. لكن، إلى غاية مايو 2012، ليس المرشحان بمنأى عن مفاجآت إما سارة أو غير سارة.
ستراوس كان مرشح افتراضي لرئاسة الجمهورية الفرنسية إلى الآن، يبقى د-س-ك مرشحا افتراضيا، ومثارا لسؤال واحد: «هل سيترشح أم لا؟ الشيء الذي دفع بالبعض إلى الحديث عن «الإمام المنتظر». لكن أطروحة المؤلفين تصب في اتجاه ترشحه. ليس سعيه خلق «سيسبانس» منهك للأعصاب، بل يرغب في احترام صلاحياته إلى نهاية مأموريته على رأس المؤسسة. «لم يتخذ ستروس كان بعد قرارا جازما في موضوع ترشحه للرئاسة. لكن لا مجال للشك بأنه سيخوض غمار المعركة. وفي حالة فوزه، فإن السيناريو الأرجح هو تعيينه مارتين أوبري على رأس الوزارة الأولى». عامل آخر يلعب لصالح ترشحه هو أنه دعا صديقه لوران أزولاي إلى التفكير في الأداة التنظيمية الكفيلة بإسناد ترشيحه. عمل لوران أزولاي أمينا لصندوق الحزب الاشتراكي قبل أن ينتقل إلى عالم المال والأعمال. وفي هذا الصدد أعد أزولاي مذكرة من أربع صفحات ضمنها ملاحظات تقنية قد تساعد ستروس كان على خوض غمار المعركة القادمة. إحدى الملاحظات هي ضرورة تمييز الأدوار داخل الحزب الاشتراكي، وذلك بتعيين مارتين أوبري ناطقة رسمية للحملة الانتخابية، ثم وزيرة أولى في حالة الفوز في الاقتراع الرئاسي، و تعيين لوران فابيوس وزيرا للشؤون الخارجية. أما سيغولين رويال فقد تعهد لها بمهمة تسيير رئاسة البرلمان، فيما يصبح فرانسوا ريبسامين مكلفا بتسيير الحزب. أما الإليزيه فقد قرر عدم المواجهة رأسا مع د-س-ك. إن راهن ساركوزي على الانقسام داخل الحزب الاشتراكي، فإنه متأكد بأنه مرشح اليمين الوحيد الذي يقدر على مواجهة ستروس كان، بل التفوق عليه. وهذا ما أكده استفتاء معهد بي-في- أ. إذ عبر 82% من المستجوبين بأن ساركوزي سيتقدم لولاية ثانية، فيما اعتبر 65% عن رأي معاكس. لكن «السيسبانس» الذي يسعى ساركوزي إلى إحداثه يبدو مجرد مسرحية. تعرض علينا هذه السيرة المقارنة المسارات ذات المنعرجات الكثيرة لرجلين يشتغلان عبر وساطة اللوبيات السياسية والمالية والإعلامية، رجلان بدءا حياتهما على تخوم أوروبا وخارج فرنسا: سالونيك (باليونان) وهنغاريا بالنسبة لساركوزي. جيورجيا وتونس بالنسبة لدومينيك ستروس كان. لكن فيما يتذكر الأول طفولته بعبارات مشوبة بالحزن والأسى، يشير الثاني إلى هذه الطفولة كمرحلة سعادة فائقة: «طفولة معطرة». لقد عاش ساركوزي طفولته، في غياب أب كان زير نساء، وفي نوع من التشرذم، فيما عرف ستروس كان دفء وحنان البيت العائلي، بأبوين مثقفين لم يخفيا انتماءهما للماسونية. لم تفرض والدته عليه أي قيود أخلاقية أو تربوية. أما اهتمامه بالديانة اليهودية فجاء متأخرا وكانت من ورائه زوجته الثالثة، الصحافية آن سينكلير. بعد مغادرة عائلة ستروس الضاحية الباريسية، استقرت بالمغرب، وتحديدا بمدينة أكادير. كانت رغبة والدته العودة إلى تونس، مهد عائلتها، لكن الزوجين اتفقا أخيرا على بلد «محايد»، المغرب، وهو البلد الذي سيمارس فيه الأب مهنة المحاماة. بوصولهما إلى أكادير، أنشآ خلية ماسونية. قضى دومينيك ستروس كان العشر سنوات الأولى من طفولته في اللعب والدرس إلى جانب رفاقه الأوروبيين والمغاربة. وفي 29 من فبراير 1960 حدثت الكارثة، إذ أتى الزلزال على المدينة مخلفا ما يقرب من 30 ألف ضحية. لم تنج العائلة إلا بأعجوبة، لكنها لم تلبث أن غادرت أكادير في اتجاه الدارالبيضاء، قبل أن تدخل نهائيا إلى فرنسا. أثرت هذه الفاجعة على الأب الذي مر مدة أشهر بحالة اكتئاب حاد. لكن بدل أن يبعد هذا الحادث العائلة نهائيا عن المغرب، قربها أكثر منه. فقد اشترى ستروس كان رياضا بالقرب من ساحة جامع الفنا حيث يقضي به كل عام عطلة الصيف رفقة عائلته الصغيرة والكبيرة.