تتميز احتفالات مدينة نابل برأس السنة الهجرية بعادة طريفة وهي "صنع عرائس السكر" التي توارثتها العائلات النابلية عن الأجداد منذ عقود. وتتولى العائلات بجهة نابل افتتاح السنة بطبخ الكسكسي ب"القديد والعصبان" المجفف والذي يتم تزيينه بالبيض المسلوق والحمص والسكر والحلوى والفواكه الجافة. أما احتفال الأطفال فيكون ب"مثرد" راس العام الذي تتوسطه عروسة السكر في أشكال وأحجام مختلفة وفي ألوان زاهية مع اختيار أشكال الديك والحصان خاصة للذكور والعروس والغزال والسمكة للفتيات والتي يتم أحاطتها بالفواكه الجافة والمكسرات والحلوى. وتشاء التقاليد أن تكسر عروس السكر يوم عاشوراء فتأكل أو تستعمل في تحلية الشاي. وسعيا منها للمحافظة على هذه العادة لما تتميز به من طرافة عملت جمعية صيانة مدينة نابل في إطار أنشطتها للمحافظة على تراث وعادات وتقاليد المدينة على أن تجعل من هذه المناسبة السنوية موعدا للاحتفال ولإدخال البهجة على الأطفال ببعث مهرجان لعرائس السكر يسبق الاحتفال براس السنة الهجرية ببضعة أيام. ويصل مهرجان عرائس السكر هذه السنة إلى دورته السادسة التي ستنتظم من 3 إلى 6 ديسمبر الجاري وستشمل عديد الأنشطة الثقافية من بينها مسابقة في صنع عرائس السكر لأفضل الحرفيين وورشة صب السكر في القوالب للتعريف بخصوصيات صنع العرائس. ويتضمن برنامج المهرجان الذي سيحتضنه فضاء سيدي علي عزوز بوسط مدينة نابل مجموعة من الورشات الحية للأطفال في مجال تزيين العرائس باستعمال الألوان الغذائية خاصة وان الجمعية اختارت شعارا للمهرجان "من اجل عروسة سكر قابلة للاستهلاك بألوان غذائية مرخص فيها" وذلك من منطلق الحرص على ضمان الجودة والسلامة في المنتوجات. وعلى امتداد كامل أيام المهرجان تتواصل الورشات التي تشتمل كذلك على ورشة للرسم لطلبة معاهد الفنون الجميلة إلى جانب عرض لمجموعة من الأشرطة الوثائقية حول مدينة نابل وعاداتها وتقاليدها وتنظيم مائدة مستديرة حول " نابل زمان ...عادات وتقاليد متميزة" ومداخلة علمية حول الأغذية والسمنة. وسيخصص يوم الأحد 7 ديسمبر الجاري لتقديم محاضرة لمختصة ايطالية موضوعها "دراسة مقارنة بين عرائس السكر بنابل وبالرمو" مشفوعة بعرض شريط وثائقي حول صنع عرائس السكر في هذه المدينة الايطالية. وتأتي المشاركة الايطالية في إطار مساعي الجمعية إلى ربط الصلة بالمدن التي تصنع عرائس السكر من اجل مزيد التعريف بها وجمع أكثر معلومات حول صناعة عرائس السكر التي لم يتم إلى اليوم تحديد مصدرها رغم تواجدها في عديد الدول.