حراك ثقافي كبير تقوده القوى الديموقراطية من أجل نشر ثقافة الحرية وحقوق الإنسان التي قمعت طويلاً. «المهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان» في تونس مولود ثقافي جديد تنظمه جمعية Actif الثقافية التي تأسست حديثاً، وتقام فعالياته بالتعاون مع المهرجانات الخاصة بأفلام حقوق الانسان في العالم من «مهرجان نورمبرغ» في ألمانيا و«مهرجان براغ لأفلام حقوق الانسان» إلى «مهرجان كرامة» في الأردن. في دورته الأولى التي تقام بين 6 الى 9 كانون الأول (ديسمبر)، يحظى المهرجان التونسي بدعم العديد من المنظمات الحقوقية، منها «منظمة العفو الدولية» و«الجمعية الدولية لمناهضة التعذيب» و«الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان» و«الجمعية التونسية للنساء الديموقراطيات». وتتوزع العروض السينمائية بين تونس العاصمة ومدينة سبيطلة الاثرية من محافظة القصرين التي تعد من أكثر المحافظات تهميشاً وفقراً. وسيهتم المهرجان بثقافة حقوق الانسان من خلال الورش التي ستقام في «دار الثقافة ابن رشيق» المعروفة باحتضانها الحراك الثقافي، الذي قاده اليسار التونسي في السبعينيات ومطلع الثمانينيات بتنظيم ثلاثة لقاءات حول مكانة المرأة في السينما، والآخر في السينما (السينما والهجرة) والدور الثقافي للجمعيات الحقوقية. خلال أيام المهرجان، سيعرض 32 فيلماً طويلاً و16 شريطاً قصيراً في المجمل. وضمن المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة، ستُعرض ستة أفلام من تونس، وهولندا، وكندا، وسويسرا، وبلجيكا وبريطانيا. وفي المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة، ستعرض سبعة أفلام من مصر، وتونس، وفرنسا، والسويد، والأرجنتين الى جانب عروض «بانوراما السينما». إدارة المهرجان التي يرأسها السينمائي التونسي الياس بكار، دعت عدداً كبيراً من السينمائيين المهتمين بقضايا حقوق الانسان والديموقراطية مع بعض الشخصيات الحقوقية. وقال الياس بكار في المؤتمر الصحافي الذي عقده صباح الاثنين إنّ المهرجان سيهتم أساساً بالسينما العربية والأفريقية. وأكّد أنّ فكرة المهرجان ولدت خلال الجولة التي قام بها لعرض شريطه «كلمة حمراء». ورأى أنّ هذا المهرجان «لم يكن ممكناً تنظيمه قبل «ثورة يناير» التي خلّصت الإبداع والثقافة والسياسة أيضاً من الرقابة، لكن سؤال حقوق الانسان وقضية الديموقراطية والمرأة والعدالة الاجتماعية تبقى دائماً قيماً إنسانية لا بد من الدفاع عنها في صراع أبدي مع السلطة مهما كان لونها السياسي».