رضى زروق بعد احتفائه العام الماضي بالسينما اليونانية والمكسيكية، يعود مهرجان السينما المتوسطية بمدينة تطوان في دورته ال18، التي ستقام في الفترة الممتدة ما بين 24 و31 مارس الجاري، ببرنامج متنوع يطغى عليه موضوع «الربيع العربي وتجلياته في السينما المتوسطية». ويسلط المهرجان هذا العام الضوء على موضوع الحراك العربي من خلال عروض درامية وأخرى وثائقية، إضافة إلى لقاءات وموائد مستديرة حول «ماهية الحراك الاجتماعي العربي في تونس ومصر». وفي هذا الإطار، سيتم عرض أزيد من 10 أفلام تتناول موضوع «الربيع العربي»، من تونس ومصر وأمريكا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، حيث سيلتقي النقاد والمهتمون بالسينما بمخرجي هذه الأفلام لمناقشة كل التغيرات التي شهدها العالم العربي من خلال قراءاتهم المتعددة والمختلفة للأفلام. ويتضمن برنامج الدورة ال18 مجموعة من الفقرات، أبرزها المسابقة الرسمية التي سيتبارى من أجل الظفر بجوائزها 39 فيلما من 16 دولة، تتوزع ما بين الأفلام الطويلة والقصيرة والتخييلية والوثائقية. ويحتفي مهرجان تطوان هذا العام، في الفقرة الخاصة بالتكريم، بالممثل محمد مجد والمخرج السينمائي محمد إسماعيل، إضافة إلى التونسي هشام رستم والمخرجة الإسبانية إيثار بولان والممثلة الفرنسية ساندرين بونير. أما في ما يخص العرض الثقافي للمهرجان، فسيتم في إطاره تنظيم مائدة مستديرة حول «صورة تطوان في السينما المغربية»، تشارك فيها مجموعة من السينمائيين والنقاد المغاربة، فضلا عن الندوة الرسمية للمهرجان التي ستفتح ملف «السينما الرقمية»، بمشاركة أسماء سينمائية خبيرة في هذا المجال، وبتعاون مع الخزانة السينمائية الفرنسية. وسيعرف المهرجان إدراج فقرة البرنامج المدرسي «السينما والمدرسة» التي ستكون عبارة عن أوراش لكتابة الأشرطة القصيرة، الروائية والتسجيلية، بتأطير مخرجين مغاربة وأجانب لفائدة التلاميذ. ويترأس الخبير الأمريكي بيتر سكارليت والمخرج المغربي نور الدين لخماري٬ على التوالي٬ لجنتي تحكيم الأفلام الطويلة والقصيرة. وأفاد بلاغ للمنظمين بأن الأمريكي المخضرم بيتر سكارليت تولى إدارة عدد من كبريات المهرجانات٬ بدءا من مهرجان سان فرانسيسكو السينمائي الدولي٬ في الفترة الممتدة ما بين 1983 و2001، وهو أحد أعرق المهرجانات السينمائية الدولية. وكان له الفضل في التعريف بالأعمال الأولى لكبار السينمائيين، أمثال ليو كاراكس وجين كامبيون وألان كلارك وجوناثان ديم وهو هسياو-هسين وسبايك لي ومايك لي وغاي مادن وإيرول موريس. بعد ذلك، انتقل سكارليت إلى فرنسا٬ حيث سيشغل منصب مدير مؤسسة السينما الفرنسية. وسيكون أول خبير دولي أجنبي يتقلد وسام الجمهورية الفرنسية من درجة فارس٬ في جوق الشرف للفنون والآداب٬ الذي تمنحه وزارة الثقافة الفرنسية. وفي سنة 2003، تم تعيينه مديرا لمهرجان «تريبيكا» في نيويورك الأمريكية٬ لمدة 6 سنوات٬ قبل أن يعين سنة 2009 مديرا تنفيذيا لمهرجان الشرق الأوسط السينمائي في أبو ظبي. أما نور الدين لخماري، صاحب الفيلم الأكثر إثارة وتتويجا في تاريخ السينما المغربية «كازا نيكرا»٬ فيضع آخر اللمسات على فيلمه القادم «زيرو».