حصل فيلم "الزورق" للمخرج السنغالي موسى توري على جائزة "التانيت الذهي" ضمن مسابقة الافلام الطويلة بمهرجان "أيام قرطاج السينمائية" الدولي الذي اختتمت دورته ال 24 ليلة السبت بقاعة "الكوليزي" في العاصمة تونس. ويروي الفيلم مآسي الهجرة غير الشرعية على متن "زوارق الموت" وتدور أحداثه في قرية صيادين تقع في أحواز العاصمة السينغالية داكار، تبحر منها زوارق في رحلات "قاتلة" نحو جزر الكناري الاسبانية لكنها نادرا ما تنجح في بلوغ وجهتها. وبدأ المخرج السينغالي موسى توري مسيرته السينمائية باكرا. وقد أخرج فيلمه المطول الأول "توباب بي" سنة 1991. وفي رصيده اليوم عشرة أعمال متنوعة. وضمن المسابقة نفسها، أحرز المخرج المغربي فوزي بن سعيدي جائزة "التانيت الفضي" عن فيلم "موت للبيع"، والمخرجة المصرية هالة لطفي جائزة "التانيت البرونزي" عن شريطها "الخروج إلى النهار". وحصل فيلم "الاستاذ" للمخرج التونسي محمود بن محمود على جائزة أفضل سيناريو. وأحرز الأردني علي سليمان جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "آخر جمعة" للمخرج يحيى العبد الله (الأردن)، والانغولية سيومارا مورايس جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "كل شيء على ما يرام" للمخرج بوكاس باسكوال" (أنغولا). وانتظمت الدورة ال 24 لمهرجان أيام قرطاج السينمائية من 16 إلى 24 نوفمبر 2012. و"أيام قرطاج السينمائية" التي انطلقت دورتها الاولى سنة 1966 هي أقدم مهرجان سينمائي في المنطقة العربية وافريقيا. ويعقد المهرجان مرة كل عامين بالتناوب مع مهرجان "أيام قرطاج المسرحية" خلال اكتوبر، أو نوفمبر. ويهدف المهرجان الذي تنظمه وزارة الثقافة التونسية، إلى التعريف بالسينما العربية والافريقية. وتشتمل "أيام قرطاج السينمائية" على 3 مسابقات رسمية هي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ومسابقة الافلام الروائية القصيرة، ومسابقة الافلام الوثائقية وشارك في المسابقة الرسمية للدورة ال 24 من المهرجان 59 فيلما (20 طويلا و23 قصيرا و16 وثائقيا). ولاول مرة في تاريخه، اسند المهرجان في دورته الحالية جوائز "التانيت" لمسابقتي الافلام القصيرة والوثائقية. وفي مسابقة الافلام القصيرة حصل المخرج المغربي عديل الفاضلي على جائزة "التانيت الذهبي" عن فيلم "حياة قصيرة"، والمخرجان التونسيان طارق الخلادي وسوسن صايا على "التانيت الفضي" عن فيلم "تدافع 9 أبريل 1938"، والرواندية ماري كليمنتين جامبو على "التانيت البرونزي" عن فيلم "ليزا". أما في مسابقة الافلام الوثائقية فقد أحرز السنغالي ميليام مباي "التانيت الذهبي" عن فيلم "الرئيس ديا"، والمصري نمر عبد المسيح "التانيت الفضي" عن فيلم "العذراء والاقباط وأنا"، واللبناني وسام شرف "التانيت البرونزي" عن فيلم "كل هذا وأكثر". وبحسب نص القانون المنظم للمهرجان "ينبغي للأفلام المشاركة في المسابقات الرسمية (..) أن تكون قد أنتجت خلال ال 24 شهرا التي تسبق المهرجان" و"أن يكون مخرجها إفريقيا أو عربيا أو من أصل إفريقي أو من أصل عربي" و"ألا يكون قد تم استغلالها تجاريا ولا ثقافيا في تونس باستثناء الأفلام التونسية". و"لا يمكن لكل بلد المشاركة بأكثر من فلمين (اثنين) في كل مسابقة رسمية باستثناء تونس التي يحق لها المشاركة بثلاثة على الأكثر في كل مسابقة رسمية" بحسب نفس النص الذي يوضح انه " يتوجب على كل فيلم (..) أن يحمل ترجمة باللغة العربية أو الفرنسية أو الانكليزية اضافة إلى لغته الاصلية". وتم خلال المسابقات الرسمية وغير الرسمية للمهرجان عرض 210 فيلما من 34 دولة عربية وافريقية. وتم عرض هذه الافلام داخل 13 قاعة عرض سينمائي اجتذبت 11 الف متفرج، بحسب المنظمين. وكرمت الدورة الاخيرة للمهرجان السينما الجزائرية بمناسبة مرور نصف قرن على استقلال الجزائر، إذ عرض 18 فيلما (9 طويلة و9 قصيرة) انتجت في فترات تاريخية مختلفة. وساهم مهرجان قرطاج السينمائي في اكتشاف المواهب السينمائية الصاعدة في افريقيا والدول العربية وقد مر عبره سينمائيون بارزون مثل يوسف شاهين (مصر) ونوري بوزيد ومفيدة التلاتلي (تونس) ومرزاق علواش (الجزائر) وسليمان سيسي (مالي) وعصمان صنبان، ودجبريل ديوب منبيتي (السنغال) وإدريسا ودراغو (بوركينافاسو). ونشأت في اطار المهرجان منظمات وجمعيات سينمائية اقليمية وقارية مثل "اتحاد النقاد السينمائيين العرب" و"الاتحاد الإفريقي للسينمائيين" و"الجامعة الإفريقية للنقد السينمائي".