توج الفيلم السينمائي المغربي "الجامع" لمخرجه داوود أولاد السيد، بجائزة "التانيت" البرونزي (الجائزة الثالثة)، ضمن فعاليات الدورة الثالثة والعشرين لأيام قرطاج السينمائية، المختتمة فعالياتها في تونس يوم الأحد الماضي. داوود أولاد السيد (سوري) وتوج الفيلم المصري "ميكروفون" لمخرجه أحمد عبد الله، بجائزة "التانيت" الذهبي، فيما عادت جائزة "التانيت" الفضي للأفلام الطويلة للفيلم الجزائري "رحلة إلى الجزائر" لمخرجه الجزائري عبد الكريم بهلول. وأعلن عن جوائز المهرجان في مختلف المسابقات، التي اقتصرت على الأفلام العربية والإفريقية، خلال حفل رسمي احتضنه المسرح البلدي بالعاصمة التونسية، بحضور العديد من الشخصيات والنجوم من عالم الفن. وتنافس في المسابقة الرسمية 13 فيلما طويلا و11 فيلما قصيرا، كما جرى تنظيم مسابقة وطنية للأفلام التونسية القصيرة وأخرى للأفلام الوثائقية، إلى جانب إحداث جائزة يقدمها الجمهور، وأخرى لأحسن فيلم يعالج قضية المرأة العربية. ومنحت هذه الدورة جائزة أحسن ممثل للمصري آسر ياسين، عن دوره في فيلم "رسائل البحر"، وفازت الممثلة الجنوب إفريقية دونيز نومان بجائزة أحسن ممثلة عن دورها في فيلم "شيرلي أدامس". وكان الفيلم السينمائي المغربي "الجامع"، فاز، أخيرا، بجائزة "سينما في حركة" بمهرجان سان سيباستيان السينمائي الدولي بإسبانيا، والجائزة الذهبية "بايار دور" لأفضل سيناريو في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم الفرنكفوني بنامور ببلجيكا. قصة فيلم "الجامع"، الذي صورت أحداثه في مدينة ورزازات، مأخوذة من الواقع، الذي تعيشه هذه المنطقة، من خلال إقبال مجموعة من شركات الإنتاج الأجنبية عليها، لتصوير أعمالها السينمائية، إذ أن هذه الشركات تقوم باكتراء الأراضي من أهل المنطقة لبناء بعض الديكورات. ويحكي الفيلم قصة أسرة تعيش في بيت متواضع، وتملأ حياتها البساطة، إذ يعمل الزوجان في مجال الفلاحة، خاصة زراعة التمر، التي تشتهر بها المنطقة. وفي أحد الأيام تأتي شركة أجنبية لتكتري من هذه العائلة أرضها، من أجل بناء ديكور سينمائي، وهو عبارة عن "الجامع" ولما ينتهي طاقم العمل، يسافر دون أن يهدم الديكور، ليأتي سكان المنطقة للصلاة، وعندما يحتج صاحب الأرض ويحاول استرجاع أرضه، يواجه صعوبات مع السكان، ليترك زوجته تواجه مشاكل حياتها الأسرية. وأعلن يوم السبت الماضي، عن الجوائز الموازية للمهرجان، إذ عادت جائزة الإنتاج، التي أحدثت للمرة الأولى من قبل الغرفة الوطنية التونسية لمنتجي الأفلام، للفيلم المغربي "الجامع" لمخرجه داوود أولاد السيد، وإنتاج السينمائي الموريتاني عبد الرحمان سيساكو. وعادت جائزة الجامعة الدولية للصحافة السينمائية لفيلم "شيرلي أدامس" للمخرج أوليفر هرمانوس من جنوب إفريقيا، كما حاز اتحاد مخرجي الفيلم القصير في البلدان الإسلامية جائزتين، الأولى للفيلم الليبي "قسمة" لمخرجه صلاح غودر، والثانية للفيلم التونسي "هوس" لأمين شيبوب. وينتظر أن يمثل الفيلم السينمائي "الجامع"، المغرب، في المسابقة الرسمية العربية، للدورة الرابعة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي، إذ ينتظر أن يشكل منافسا للأفلام المشاركة. وفي مسابقة الأفلام القصيرة، توج الفيلم التونسي "صابون نظيف" لمليك عمارة، بجائزة "التانيت" الذهبي لهذا الصنف، فيما آلت جائزة "التانيت" الفضي إلى شريط "بومزى" لمخرجه الكيني وانورى كاهيو. ومنحت جائزة منظمة المرأة العربية للفيلم القصير لفيلم "أحمر باهت" للمخرج المصري محمد حامد. واعتبر عبد الرؤوف الباسطي، وزير الثقافة التونسي، أن مهرجان قرطاج السينمائي في هذه الدورة كان فرصة للتعريف بإنتاجات السينمائيين العرب والأفارقة، وأيضا لتمكين السينمائيين من اللقاء ومقارنة تجاربهم والتعريف بإبداعاتهم الجديدة. وتنافس طيلة الأيام التسعة لهذه الدورة، 200 فيلم سينمائي من دول عربية وإفريقية، من ضمنها ثلاثة أفلام مغربية، وهي "الجامع" لداود أولاد السيد، و"زمانا" لجليل داود، و"لي بارون" لنبيل بن يدير.