يشارك الفيلمان المغربيان “الجامع” لمخرجه داوود اولاد السيد، و”ايتو تيتريت”، للمخرج وكاتب السيناريو محمد أبازي، في المسابقة الرسمية الخاصة بالأفلام العربية، في مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي السنوي الثاني. وستشهد فعاليات المهرجان، التي ستنطلق من 26 أكتوبر الجاري إلى غاية 30 من الشهر نفسه، عرض 4 أفلام عالمية، لأول مرة، في العالم. وتعليقاً على اختيار فيلمه للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان، عبر داوود اولاد السيد عن اعتزازه بمشاركة “الجامع” في هذه التظاهرة، خاصة أنه يعتز بهذا الفيلم، قائلا “إنه أفضل سيناريو يدور حول رجل عاد حدث له شيء غير عاد”. و”الجامع” كان عبارة عن ديكور في فيلم داوود اولاد السيد السابق، “في انتظار بازوليني”، غير أنه لم يهدم أثناء عملية إزالة الديكور الخاص ببازوليني، فاعتقد سكان القرية أن الأمر يتعلق بمسجد حقيقي وأضحى بالنسبة لهم مكانا للعبادة، مما طرح مشكلة صعبة بالنسبة لمالك الأرض، إذ ظل يتساءل “هل يجب هدم هذا المسجد، الذي هو في واقع الأمر ليس مسجدا حقيقيا؟”. أما “ايتو تيتريت” أو “نجمة الصبح”، فيروي قصة فتاة مغربية صغيرة، تدعى “ايتو تيتريت”، حرمت من الذهاب إلى المدرسة رغما عنها. يدفعها شوقها لأن تكون بجانب حبيب طفولتها في فترة ما قبل الاستقلال في المغرب، إذ تحاول التغلب على المحرمات الاجتماعية السائدة في هذا المجتمع الذكوري. وفي محاولتها لنيل حريتها كبقية أفراد الشعب في بلادها، تكتشف هذه الفتاة كم هو مكلف تحدي الامتيازات الذكورية المسيطرة في مجتمعها. وتعرض الدورة الثانية من مهرجان الدوحة، حسب بلاغ توصلت “المغربية” بنسخة منه، أفلاما لمخرجين كبار، وآخرين ناشئين، تشمل أفلاما كوميدية، اجتماعية تهم الأسرة، ملحمية، سياسية، وأفلام الحركة والإثارة، والأفلام الوثائقية. وينقسم برنامج المهرجان إلى أربعة محاور تتعلق بمسابقة الأفلام العربية، والبانوراما العالمية، والعروض الخاصة، ومسابقة الأفلام العربية القصيرة. بالإضافة إلى الفيلمين المغربيين، من المنتظر أن تشارك 8 أفلام أخرى في مسابقة الأفلام العربية، تعرض أربعة أفلام منها لأول مرة في العالم، وهي: “تيتا ألف مرة” للمخرج محمود قعبور، و”حاوي” لإبراهيم البطوط، و”بدون موبايل” لسامح زعبي، و”الجبل” لغسان سلهب. وتشمل عروض المهرجان كلا من فيلم “ميرال” للمخرج جوليان شنابل، وبطولة فريدا بينتو، وفيلم “تامارا درو” للمخرج ستيفن فريرز، و”سارق الضوء” لأقطان أريم كوبات، والفيلم الوثائقي “اثنان يحملان اسم اسكوبار” للمخرجين جيف زيمباليست ومايكل زيمباليست، وفيلم “نسخة طبق الأصل” لعباس كيارستمي، وفيلم المخرج رندل والس بعنوان “سكريتريات”، وفيلم ياسميلا جبانيتش “على الطريق”، وفيلم “زينا بالضبط” وهو أول إخراج للممثل الكوميدي المصري الأمريكي أحمد أحمد. وضمن المسابقات الجديدة المضافة، ستقدم مسابقة الأفلام العربية جوائز لأفضل فيلم عربي وأفضل مخرج عربي. كما سيرصد المهرجان، حسب البلاغ ذاته، جائزتين لأفضل فيلم روائي وآخر وثائقي يختارهما الجمهور. وتبلغ قيمة جوائز كل مسابقة 100 ألف دولار أمريكي. ويقدم المهرجان، لأول مرة، جائزة قدرها 10 آلاف دولار أمريكي لأفضل فيلم عربي قصير، وتصل قيمة جوائز المهرجان المالية هذا العام إلى 410 آلاف دولار أمريكي. ويعتبر مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي الاحتفالية السنوية لمؤسسة الدوحة للأفلام. وهو احتفال للمجتمع القطري بأفضل الأفلام العربية والعالمية، يمتد على مدار خمسة أيام. ويشمل برنامج المهرجان أنشطة يشترك فيها أفراد المجتمع وصانعو الأفلام. كما يضم برامج عديدة منها مناقشات مفتوحة عبر الوسائط المتعددة، وفعاليات غير رسمية لكبار ضيوف المهرجان، وجلسات تفاعلية يجري الرد فيها على أسئلة الجمهور، ومعرض مخصص لمحبي الأفلام، ويوم ترفيهي للأسرة. وتتصدر عروض الدورة الثانية من المهرجان فيلم المخرج الفرنسي الجزائري، الحاصل على العديد من الجوائز، رشيد بوشارب، “خارج عن القانون”، وهو من أفلام الحركة والإثارة. بطولة رشدي زم، وسامي بوعجيلة، وجمال دبّوس، وشفيا بودرة، وبرنارد بلانكان، وسابرينا سيفيكو. ويختتم المهرجان أعماله بفيلم “طالب الصف الأول” لجاستن تشادويك، ويحكي قصة مزارع مسن، يعيش في قرية في كينيا، يحاول الالتحاق بمدرسة محلية ليتعلم القراءة. والفيلم من بطولة ناعومي هاريس وأوليفر ليتوندو. الجدير بالذكر أن المخرج المغربي داوود أولاد السيد، يشارك، أيضا، بفيلمه “الجامع” في الدورة الثالثة والعشرين لأيام قرطاج السينمائية، التي تقام في العاصمة التونسية، تونس، في الفترة ما بين 23 و31 أكتوبر الجاري.