تعرف الدورة الرابعة من المهرجان الدولي لسينما المرأة، التي ستنطلق فعالياتها يوم الاثنين 20 شتنبر الجاري، وستتواصل إلى غاية 25 منه بمدينة سلا، مشاركة مجموعة من الأفلام العربية والمغربية والأجنبية في المسابقة الرسمية.وفي النظرات التي سيخصصها المهرجان للسينما الإيطالية ضيف الشرف، وللشريط النسائي المغربي القصير، وهي أفلام جريئة، بعضها خلف جدلا واسعا في الأوساط السينمائية العربية، وتعرض لحملات في المواقع الإلكترونية وعلى رأسها الموقع الاجتماعي "الفايسبوك"، مثل ما حدث مع الفيلم المبرمج في افتتاح المهرجان، وهو فيلم "احكي يا شهرزاد" للمخرج المصري يسري نصر الله، الذي عرض في العديد من المهرجانات، من بينها المهرجان الدولي للسينما بمراكش الأخير، والذي عرف مشاركة الممثلة المغربية سناء عكرود، التي لم تسلم من الانتقاد لأدائها دورا جريئا. الشيء نفسه يمكن قوله عن الفيلم المصري الآخر المشارك في المسابقة الرسمية وهو فيلم "ولد وبنت" باكورة أعمال المخرج كريم العدل، الذي تباينت الآراء حول مستواه الفني، وشاركت فيه مجموعة من الوجوه الشابة غير المعروفة، ودشن حسب الكثيرين لعودة السينما الرومانسية بمصر، وهو الفيلم، الذي شن عليه العديد من رواد الفايسبوك حملة، ينددون فيها بمستواه وبأداء الممثلين فيه وبإباحيته. وبالعودة إلى الأفلام الأخرى المبرمجة في المسابقة الرسمية، يتبين أنها كلها أفلام تتطرق لمواضيع نسائية جريئة، وللعلاقات الإنسانية، ولمواضيع مثل التبني، والحب، والرحيل، وغيرها من الأمور، التي تناولها مخرجوها برؤى مختلفة، فبعضهم حسب النقد الموجه لتلك الأفلام في الصحافة العالمية، اشتغل بشاعرية كبيرة، وعاد بالرومانسية إلى الواجهة، وبعضهم اشتغل ببساطة وترك العنان للممثلين وللأحاسيس لتتدفق في تلك الأفلام، التي تحسب في الموجة الحديثة للسينما العالمية. كما أن أغلب تلك الإنتاجات السينمائية حديثة، تعود لسنة 2009 و2010، باستثناء بعض الأفلام التي يعود إنتاجها إلى سنة 2007، مثل فيلم "الرينج" الكندي، الذي خرج إلى القاعات السينمائية سنة 2008. وفي هذا الإطار صرح عبد اللطيف العصادي، مدير المهرجان الدولي لسينما المرأة بسلا، أن تكرار مجموعة من الأفلام في المهرجانات أمر عاد، خاصة أن الأفلام التي تتناول موضوع المرأة قليلة الإنتاج في القارة الإفريقية، ولهذا، كما قال العصادي، "نضطر لاختيار الأفلام، التي لها علاقة بالخط السينمائي للمهرجان، ولو أنها سبق وعرضت في مهرجانات سابقة وتوجت بجوائز مثلا". وأشار العصادي إلى أن لجنة اختيار الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، التي تتكون منه ومن عنصرين آخرين هما: هشام فلاح ومحمد عيوط، هي المسؤولة على اختيار الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان، تجد صعوبة كبيرة في اختيار الأفلام، وأنها تراعى في ذلك الجودة والجدة. وعن احتفاء المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا في دورته الرابعة بفنون وتقاليد الأقاليم الجنوبية للمملكة، ذكر العصادي أنه يأتي بهدف إبرازه للتنوع الفني للمملكة عبر تخصيص يوم للإبداعات الفنية والأدبية لهذه الأقاليم. وأضاف العصادي أن الاحتفاء بالأقاليم الجنوبية، جاء للتعريف بها والدعوة إلى الاشتغال فيها على مستوى السينما، بناء على طلب من تلك الجهات، التي تحتج على عدم اتخاذ المخرجين من أراضيها مواقع لتصوير أفلام، فباستثناء بعض المخرجين، مثل داود أولاد السيد، فالمخرجون الآخرون يشتغلون أكثر في المركز. وأشار إلى أنه خلال اليوم المخصص للأقاليم الجنوبية سيجري عرض وثائقيين حول هذه الجهة، إضافة إلى عقد لقاءات بين مخرجين صوروا أو سيصورون أعمالهم السينمائية بجنوب المملكة، وآخرين من الشمال، بهدف حث هؤلاء على تصوير إبداعاتهم في الجنوب. وسيتوج هذا التبادل بإبرام شراكة بين المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، والملتقى الدولي للسينما بالداخلة. وكما هو شأن الدورة السابقة، يشارك في المسابقة الرسمية من المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، المنظم من قبل المركز السينمائي المغربي بتعاون مع جمعية أبي رقراق، اثنا عشر فيلما طويلا من اثنا عشر بلدا هي:"الدار الكبيرة" للمخرج المغربي لطيف لحلو، و"ولد وبنت" للمخرج المصري كريم العدل، و"فستان المساء" للمخرجة الفرنسية مريم عزيزة، و"لابوفيلينا" للمخرجين الإيطاليين تيزا كوفي، ورينير فريميل، و"النساجة" للمخرج الصيني وانغ كان إين، وفيلم "أسعد فتاة في العالم" للمخرج الروماني راوول جود، وتشارك كوريا بفيلم "حياة جديدة" للمخرج أوني لوكونت، والشيلي بفليم "لا نانا" للمخرج سيباستيان سيلفا، وتركيا بفيلم "مان أون دوبريدج" للمخرج أصلي أوزلي، والأرجنتين بفيلم "بوزل" للمخرجة ناتالي سميرنوف، وإيرلندا بفيلم "أول كولد شيلدرين" للمخرجة أليسيا دوفي، وكندا بفيلم "الرينك" لأنياس باردو لفاليت. يفتتح المهرجان بفليم "احكي ياشهرزاد" للمخرج المصري يسري نصر الله، الذي ستحضر بطلاته فعاليات المهرجان، وسيجري تكريم ثلاث بطلات منه، وهن المغربية سناء عكرود، والمصريتان: سوسن بدر، ورحاب الجمل، إضافة إلى بطل الفيلم حسن الرداد، فيما اعتذرت الممثلة المصرية منى زكي عن التكريم، لارتباطات فنية لها خلال الفترة نفسها من إقامة المهرجان. ويختتم المهرجان، يوم 25 شتنبر الجاري، بالفيلم الفرنسي "كل ما يلمع" لجيرالدين نقاش، وهيرفي ممران، بعد أن يجري الإعلان عن جوائز المهرجان الخمسة، التي تحمل اسم الشهدة، وهي الجائزة الكبرى للمهرجان، وقيمتها 50 ألف درهم، وجائزة لجنة التحكيم، وقيمتها 30 ألف درهم، وجائزة السيناريو، وقيمتها 20 ألف درهم، وجائزتا أحسن دور نسائي وأحسن دور رجالي، وقيمتها 15 ألف درهم لكل واحدة منهما. وتضم لجنة تحكيم الدورة الرابعة من المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، التي تترأسها الروائية والممثلة الفرنسية ماشا ميريل، ثلاث نجمات عربيات وهن: المغربية سناء موزيان، والمصرية سمية الخشاب، والسورية جومانا مراد، إلى جانب أنا باستور من إيطاليا، وتيريسا فيلافيردي من البرتغال، وفيرونيك موندوكا من الكاميرون. وكما هو الشأن في الدورات السابقة، اختارت اللجنة المنظمة إيطاليا ضيف شرف للمهرجان، حيث ستقدم خمسة أفلام سينمائية إيطالية، تعالج وضعية المرأة، كالفيلم الكوميدي التاريخي "كوسمونوتا" لسوزانا نيشياريلي، والفيلم الدرامي الاجتماعي "كوم لومبرا" لمارينا سبادا، والفيلم الغنائي "ايلبريسيمو تيو" لأن ريتا سيكون، والوثائقي المزيف "ريبرينديمي" لأنا نيكري، والتريلير الجمالي "سي شودي كلي أوشي" لليزا رومانو. كما يقدم المهرجان نظرة عن الفيلم المغربي النسائي القصير، من خلال عرض خمسة أفلام مغربية لمخرجات هي: "فاطمة" لسامية الشرقاوي، و"الروح الضائعة" لجيهان البحار، و"كاميل وجميلة" لسعاد حميدو، و"دعوة" لسميرة حيمور، و"تاكيبريك" لصوفيا الشاوي، هذا إضافة إلى عرض مجموعة من الأفلام المغربية المنتجة سنة 2009 و2010، التي ستشكل نافذة المهرجان على الفيلم المغربي الطويل. وإلى جانب الأفلام المعروضة، ستعرف الدورة الرابعة من المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا تكريم مجموعة من الوجوه السينمائية، كالمنتجتين سعاد لمريقي، وبنيديكت بيلوك من المغرب، والممثلة سوسن بدر من مصر، وجاني بوي، مؤسسة ومديرة مهرجان فيلم المرأة بكريتيل بفرنسا، كما سيعرف المهرجان مجموعة من الأنشطة الموازية من مثل منتدى حول موضوع "مستقبل القاعات السينمائية بالمغرب في زمن الرقمي"، وورشة حول السيناريو بالمؤنث، ودروس في السينما.