أعطى، أمس، كل من وزير التربية الوطنية ووزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، إشارة انطلاق المرحلة الأولى من مشروع نظام المحاضرات المرئية عن بعد وهاتف IP بمقر وزارة التربية. وتم على المباشر اختبار ربط الوزارة ب14 هيئة تربوية منها سبع مديريات ولائية، إضافة إلى ربط خاص مع باريس، في انتظار التدشين الرسمي للمشروع المتوقع يوم 20 ديسمبر المقبل. وقال وزير التربية الوطنية السيد عبد اللطيف بابا احمد أن هذا النظام سيفتح باب الرقمنة على مصراعيه في هذا القطاع، وسيسمح للتلاميذ من جهة والأساتذة والإداريين من جهة أخرى بتحسين مستواهم العلمي. وأوضح أن هذه المرحلة الأولى تعد بداية للمشروع الذي يشمل ربط 2000 ثانوية على المدى القريب و5000 متوسطة، ثم 15 ألف ابتدائية في المرحلة النهائية، واعدا بتوسيع هذا النظام القائم على شبكتي الانترنت والانترانات إلى أبعد مدى ممكن. واعتبر انه يعكس رغبة الوزارة في ادماج المدرسة بمسار العصرنة. لكنه بالمقابل، شدد على المسؤولين الحاضرين في اللقاء -لاسيما التابعين للمعهد الوطني للبحث في التربية والمركز الوطني لادماج الابتكارات البيداغوجية وتنمية تكنولوجيات الاعلام والاتصال في التربية المكلفين باستغلال هذه الشبكة- من اجل الاستغلال الجيد لهذا النظام. وهو لن يتحقق -كما أضاف- إلا بتطوير محتويات تربوية رقمية، أي رقمنة الكتب المدرسية والدروس تدريجيا وتوفيرها على الموقع الالكتروني، حيث سيتم الاستعانة بالناشرين الذين يملكون نسخا رقمية من هذه الكتب لوضعها على شبكة الانترنت، كما سيتم العمل على رقمنة العمل الاداري في المؤسسات التربوية، وهو مسار اعترف الوزير بأنه ليس سهلا، لكنه أصر على ضرورة عصرنة المدرسة الجزائرية. من جانبه، وصف وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال السيد موسى بن حمادي المشروع ب«الحدث الكبير للجزائر"، وللعلم تم الشروع فيه بالشراكة مع اتصالات الجزائر حين كان بن حمادي مديرا عاما لها-مشيرا إلى أن الاستثمار المعلوماتي في قطاع التربية سيؤدي إلى رفع المستوى التعليمي، ودعا بدوره إلى تطوير محتويات بيداغوجية رقمية تحضيرا للوصول إلى مرحلة "المحفظة الرقمية" التي من شأنها إنهاء معاناة التلاميذ مع محافظهم الثقيلة، مؤكدا أن الجزائر تملك الإمكانيات لتحقيق هذا الهدف. وينتظر أن يتم ربط 68 موقعا بعضها ببعض وبينها وبين الموقع الرئيسي الذي تشرف عليه وزارة التربية نهاية السنة الجارية، من بينها ال50 مديرية تربية الموجودة على المستوى الوطني. وكان بعضها حاضرا في أول اختبار منها مديريات تمنراست والجزائر الوسطى وبومرداس والبويرة وتيزي وزو التي تابع مديروها وعمالها اللقاء على المباشر، وتفاعلوا مع الوزير معبرين عن أهمية المشروع الذي سيسمح -كما قالت مديرة التربية لبومدراس- ب«تقريب المديريات من الوصاية وتكثيف العمل الجواري وكذا التعبير عن المشاكل والمصاعب التي تعيق عملها". كما اعتبر مدير الديوان الوطني للتعليم عن بعد أن هذا النظام سيفتح له آفاقا جديدة للتواصل، مشددا على أهمية ربح "معركة المحتوى الرقمي". وقدم المشروع مديرا المركزين المشرفين عليه، ورغم بعض المشاكل التقنية في نقل الصوت، فإن عملية الربط جرت بنجاح. وأوضح أحد التقنيين المكلفين بالمشروع أن هناك حاجة لوقت أكثر من أجل تحسين نوعية الربط على مستوى الصوت والصورة، وبالتالي تسوية الربط تماما. من جانب آخر، تم اختبار هاتف IP الذي شرع في استخدامه داخل مصالح وزارة التربية ليعمم لاحقا على مستوى مكاتب مدراء التربية. ويمكن هذا الهاتف المزود بشاشة من رؤية الطرف الآخر على الخط مباشرة بتقنية الفيديو.