عبرت الهيئة المغربية لحقوق الإنسان عن تضامنها مع الصحافي المغربي المختار الغزيوي في التعبير الحر والسلمي عن قناعاته، بالموازاة أيضا مع الحق الثابت للجميع في ممارسة الاختلاف والتعبير عن الرأي المغاير عبر الحوار المتمدن والمحاججة الحضارية والسلمية. جاء ذلك في بيان للهيئة، نلقى موقع "مغارب كم" نسخة منه، على إثر تصريحات الداعية عبد الله النهاري، والمتضمنة لدعوات مستبطنة غير مسؤولة بهدر دم وجواز قتل رئيس تحرير جريدة "الاحداث المغربية" وكاتب الرأي فيها الغزيوي، بسبب أرائه المعبر عنها خلال أحد الحوارات التلفزيونية بقناة فضائية عربية في موضوع "الحريات الفردية والعلاقات الجنسية الرضائية بين جنسين بالغين وراشدين. وأعربت الهيئة عن إدانتها بشكل مبدئي ومطلق لما صدر من غلو فكري ودعوات تحريضية على القتل والكراهية والعنف عن الداعية عبد الله النهاري. وحملت الحكومة المغربية مسؤوليتها الكاملة في حماية الحق في الحياة والحق في السلامة البدنية والأمان الشخصي للمواطن والصحافي المستهدف المختار الغزيوي" ولعائلته، داعية إياها إلى إيقاف موجة المد المتواتر والجارف لنزوعات الغلو والتكفير وهدر الدم الصادرة - أو قد تصدر- عن بعض دعاة الدين وفقهاء المساجد. كما ألحت الهيئة على إعمال فصول الدستور المتعلقة باحترام حرية التعبير وكذا القوانين الوطنية والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والتي تكفل جميعها لكل مواطن الحق في التعبير عن رأيه وأفكاره بالطرق السلمية وبالأشكال والوسائل التي لا تدعو أو تحرض على العنف والكراهية.. ودعت أيضا إلى فتح باب الإعلام العمومي في وجه مختلف التيارات الفكرية والمذهبية المتباينة المشارب والتوجهات لتعميق النقاش المجتمعي والتدافع الفكري السلمي الهادئ والبناء حول موضوع الحريات الفردية في إطار من الاحترام المتبادل بين مختلف أوجه الرأي والتحليل ومنابر المعرفة، مع الحرص على حماية الحق في الاختلاف في الرأي دونما اضطهاد أو غلو أو تطرف ديني.. وخلص البيان إلى توجيه الدعوة لجعل فضاءات النقاش العمومي ومنابر القضاء المستقل بمثابة الملاذ الآمن المناسب التي يلوذ إليها كل من يشعر حقيقة بأنه قد لحقه ضرر مادي أو معنوي من جراء ما قد يستتبع ممارسة حريات التعبير والرأي والفكر من آثار، وذلك بدلا من ردود الفعل المندفعة والطائشة المتجهة رأسا – وفي غالب الأحيان- إلى إنتاج خطاب تكفيري متطرف أو تحريضي على العنف والكراهية والمس بالحق المقدس في الحياة. *تعليق الصورة: وقفة تضامنية لنقابة الصحافة المغربية تضامنا مع يومية الأحداث بالدار البيضاء