نددت الجالية السورية المقيمة بالمغرب، مساء اليوم السبت، بما يجري في سوريا "من قتل للأرواح وهتك للأعراض"، وذلك من خلال وقفة احتجاجية نظمتها بساحة البريد، وسط العاصمة السياسية للبلاد. ورفع المشاركون في الوقفة، وأغلبهم شباب من الجنسين، شعارات ولافتات تدعو إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وإسقاط نظامه، وحل حزب البعث، مستعملين الأناشيد والهتافات الحماسية،ورسوم الكاريكاتير، ويبدو في إحداها بشار الأسد في شكل جزار. وطالبوا في بيان لهم ب"التدخل الدولي والعاجل من قبل مكونات المجتمع الدولي لوقف المجازر الوحشية في سوريا." وعبر المحتجون عن إرادتهم في أن يقوم المغرب باتخاذ"موقف ضاغط في مجلس الأمن، يعكس مانراه يوميا من التعاطف الرسمي والشعبي مع مايحدث في سورية"، مشيرين إلى "أن للمغرب اليوم دورا محوريا في حل المشكل في سوريا من خلال دوره المزدوج في مجلس الأمن وجامعة الدول العربية." وخاطب السوريون المواطنين المغاربة بقولهم"إذا كنتم يااخوتنا قد وقفتم معنا في حرب اكتوبر، واختلطت الدماء الطاهرة السورية والمغربية على سفوح الجولان، فإننا ندعوكم مرة أخرى،لتقفوا مع شعب يقتل في مواجهة سفاح لايتردد في استخدام كافة الوسائل الدنيئة للبقاء في السلطة"، حسب تعبيرهم. كما اعتبروا بقاء التمثيل الدبلوماسي للنظام السوري اليوم في البلدان العربية، بمثابة "أمر غير مقبول، فلا يخفى على أحد الدور السلبي الذي يمارس من خلال نقل التقارير الاستخباراتية، والغط على الناشطين، وبالتالي لابد من طرد الشبيحة من السفارة السورية بالرباط،" وفقا لقولهم. وقال الدكتور هاني أبو صالح، وهو طبيب سوري، مقيم بالمغرب،لموقع " مغارب كم"،إن هذه الوقفة المنظمة اليوم تدخل ضمن سياق برنامج مكثف للدفاع عن الشعب السوري، بمشاركة بعض الجمعيات الحقوقية المغربية، مشيرا إلى أن الوقفة المقبلة سيتم تنظيمها يوم السبت القادم أمام مقر السفارة السورية بالرباط، بمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب السوري . ووصف هاني مايجري في سوريا بأنه " ذبح ممنهج للشعب السوري الذي لايطلب سوى الحرية والعيش بكرامة، فيما العالم يقف متفرجا، لأن سوريا ليس لها بترول.." من وجهة نظره. وقد أبدى المواطنون المغاربة في شارع محمد الخامس، الذي يعرف ازدحاما مكثفا في مساءات السبت، تعاطفا مع وقفة الجالية السورية، وسارع البعض منهم إلى الانخراط فيها، وإبداء مشاعر التضامن معها. يذكر أن عدد أبناء الجالية السورية المقيمين في مجمل مدن المغرب يقدر بحوالي 5000 شخص.