"الشرق الاوسط" لندن: مصطفى سري قال الرئيس السوداني، رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم عمر البشير، إن حزبه متماسك، وإنه تجاوز كل محاولات الاختراق والانهزام التي تستهدف الوطن ومكاسبه، في وقت أعلنت فيه الحركة الشعبية في شمال السودان، التي تقاتل الحكومة المركزية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، إنها شارفت على دخول مدينة كادوقلي عاصمة جنوب كردفان، بينما طالبت حركة العدل والمساواة المجتمع الدولي سرعة التحرك لنزع سلاح تم تهريبه من ليبيا إلى داخل السودان بواسطة الجيش الحكومي. وقال البشير، خلال مخاطبته المؤتمر التنشيطي للحزب الحاكم في الخرطوم، أمس، إن أسباب الأزمة الاقتصادية التي تشهدها بلاده معروفة، مشيرا إلى الأزمة الاقتصادية العالمية وما وصفه بانهيارات كبيرة تشهدها الاقتصاديات الكبرى وأضاف: «فقدان السودان لبترول الجنوب فيه خير، حيث سنتمكن من تفجير طاقات وثروات الوطن»، داعيا أعضاء حزبه للتحول من مجتمع استهلاكي إلى مجتمع منتج، وحث ولاية الخرطوم على الاكتفاء الذاتي من الغذاء وتصدير الفائض عبر التوسع الرأسي والأفقي في الزراعة، وأضاف أن قواعد «المؤتمر الوطني» أفشلت كل محاولات تحريك الشارع. من جهة أخرى، أكدت الحركة الشعبية في شمال السودان أنها قادرة على تحرير كافة مناطق ولاية جنوب كردفان والنيل الأزرق، وكشف المتحدث باسمها، ارنو تنقلو لودي، في بيان صحافي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أن الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية استطاع الاستيلاء على عدد من الأسلحة والذخائر في معارك متفرقة جرت صباح أمس بجبال النوبة، وأضاف أن الجيش الشعبي تمكن من تحرير منطقة خور العفن، التي تبعد نحو 5 كيلومترات جنوب عاصمة الولاية (كادوقلي)، مشيرا إلى أن الجيش الشعبي استولى على دبابة حديثة وسيارتين (ذات الدفع الرباعي) محملتين بمدافع إلى جانب عدد كبير من الذخائر والأسلحة، وقال: «العدو فر إلى داخل مدينة كادوقلي مخلفا وراءه 27 قتيلا». إلى ذلك قال المتحدث باسم حركة العدل والمساواة، جبريل آدم بلال ل«الشرق الأوسط»، إن الجيش السوداني قام بسحب كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والصورايخ المحظورة من جنوب ليبيا، وتم تهريبها عبر الصحراء على الحدود بين البلدين، وأضاف أن معلومات حركته تؤكد وصول شاحنات أسلحة عبر سيارات شحن ضخمة إلى الولاية الشمالية عبر جبل العطرون في الحدود الشمالية لإقليم دارفور مع ليبيا، مشيرا إلى أن عددا من شحنات الأسلحة تم تخزينها في جبل العطرون، وفق شهود عيان، مشيرا إلى أن السودان فرض عليه حظر السلاح من قبل الأممالمتحدة بقرارات سابقة بسبب الحرب في دارفور، وتابع: «لكن الآن عصابة المؤتمر الوطني قامت بسرقة السلاح الليبي المحظور خلال انشغال ثوار ليبيا بالحرب على القذافي»، معتبرا أن السلاح سيتم استخدامه في الحروب الدائرة في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان لقتل المواطنين العزل، مطالبا المجتمع الدولي بالتحرك بسرعة لإيقاف الكارثة المحققة عند استخدام القوات السودانية للأسلحة المهربة من ليبيا. وكانت الخرطوم قد نفت دخول أسلحة من ليبيا إلى أراضيها، متهمة حركة العدل والمساواة بأنها قامت بإدخال أسلحة إلى السودان عند فرار زعيمها من طرابلس، التي كان مقيما فيها جبريا، في حين اعترف البشير بأن حكومته قدمت السلاح لثوار ليبيا للإطاحة بالعقيد القذافي.