"الشرق الاوسط" بروكسل: عبد الله مصطفى قالت فوزية طلحاوي المغربية الأصل، وهي عضو سابق في البرلمان البلجيكي عن «الحزب الاشتراكي الفلامنكي» إنها حصلت على مقعد في مجلس الشيوخ البلجيكي بعد أن استقال أحد الأعضاء البارزين في الحزب من منصبه، وذهب المقعد إلى البرلمانية السابقة التي كانت قد حصلت على أعلى عدد من الأصوات بعد النائب السابق في الانتخابات التي شهدتها بلجيكا في يونيو (حزيران) من العام الماضي، وفي اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» قالت طلحاوي إنها ستؤدي اليمين القانونية الثلاثاء القادم الثالثة ظهرا بدلا من النائب فرانك فاندنبروك. فوزية طلحاوي، في بداية العقد الرابع من عمرها، وصلت إلى بلجيكا مع والدتها وإخوتها (8 أفراد) عام 1977، للعيش مع الأب الذي سبقهم إلى أوروبا سنة 1962 وتنقل بين عدد من الدول منها إسبانيا والسويد وفرنسا، وبعد أن استقر به الحال في بلجيكا، طلب من أسرته الحضور والعيش معه، ودرست فوزية عامين في مدرسة مليلية بالمغرب وتعلمت الفرنسية والإسبانية، ثم جاءت إلى بلجيكا واستكملت تعليمها حتى انتهاء المرحلة الجامعية التي درست خلالها القانون، وبتفوق، واختاروها للعمل بالتدريس الجامعي، وقالت فوزية ل«الشرق الأوسط» إن دراسة الحقوق أفادتها كثيرا وجعلتها تهتم بالسياسة وحقوق الإنسان، كما أن قيامها بالتدريس في الجامعة ومشاركتها في عدد من الأنشطة التي تهتم بقضايا الناس والمجتمع حقق لها نوعا من الشهرة، وكانت شقيقتها حفيظة تعمل محامية في مكتب أحد المحامين الكبار، وفي نفس الوقت أحد قيادات حزب الخضر، والذي طلب من فوزية الانضمام إلى الحزب معهم في منتصف 1998، وبعد 3 أشهر من التفكير وافقت على خوض العمل السياسي، وعرضوا عليها أن تخوض انتخابات المجالس المحلية ولكنها رفضت، لأن طموحها كان أكبر من ذلك وأرادت الترشح للبرلمان، وكان لا بد من اعتماد ذلك من خلال لجنة حزبية تضم 129 شخصا، وبالفعل وافق 123 منهم على ترشيحها ضمن قائمة الخضر، وصارت أول عربية في البرلمان البلجيكي في ذلك الوقت، وبعد سنوات انتقلت فوزية من الخضر إلى الاشتراكي الفلامنكي، ولها مواقف من عدة قضايا تهم الجاليات العربية والإسلامية ومنها على سبيل المثال قضية الحجاب، والنقاب، والتعليم، والعمل، وقالت عنها في تصريحات سابقة ل«الشرق الأوسط»: «لا أعتقد أننا نعاني من مشكلة حقيقية هنا في بلجيكا حول مسألة الحجاب، إذا قارنا ذلك مع ما يحدث في هولندا أو الدنمارك أو ما وقع في فرنسا. من وجهة نظري، فإن المدارس الكاثوليكية التي تطبق نظام الزي الموحد، لها الحق في حظر ارتداء الحجاب، أما بالنسبة للمدارس العامة والحكومية فأنا ضد حظر الحجاب فيها، لكن بخصوص البرقع فأنا ضد ارتدائه، ولا يوجد في الإسلام ما يجبر المرأة على ارتداء البرقع ونحن لسنا بصدد المشاركة في مهرجان شعبي لارتداء مثل هذه الملابس التنكرية. والبرقع غير منتشر في دول منطقة المتوسط». وحول العلاقة بين المرشحين والناخبين تقول فوزية «أنا أكاديمية وما زلت أمارس العمل الأكاديمي من خلال التدريس في الجامعة ولم يكن لي طموح في دخول البرلمان ولكن عندما جاءت الفرصة ونجحت في انتخابات 1999 اخترت أن أذهب إلى هؤلاء الذين اختاروني بأصواتهم وأتقرب إليهم أكثر، وأنا لست من الباحثات عن الشهرة ولكن أبحث عن المشاركة في الأنشطة التي تخدم المصلحة العامة وأميل إلى أسلوب الحوار مع الآخرين». وعن الموضوعات التي تتعلق بعادات وتقاليد بعض الجاليات العربية والإسلامية تقول «فأنا لا أنكر أنني ضد بعض منها لكن من المهم جدا أن يعرف الشخص كيف يختار الوقت والأسلوب المناسب لطرح تلك الأشياء، وفي نفس الوقت هناك موضوعات أخرى شديدة الأهمية تحتاج للاهتمام، منها ملفات التعليم وإيجاد فرص العمل لأن من خلال توفير فرص أفضل للتعليم والعمل يمكن مساعدة هؤلاء الأشخاص على فهم الكثير من الأمور ومساعدتهم على تغيير بعض الأنماط التي تعتبر مصدر انتقاد من أطراف أخرى». ويذكر أن الجالية المغربية وصلت إلى بلجيكا ودول أوروبية أخرى أواخر الخمسينات ومطلع الستينات للعمل في مجال إصلاح ما دمرته الحرب العالمية الثانية، ونجح أبناء الجيل الثاني والثالث في الوصول إلى مكانة كبيرة بعد إنهاء دراستهم في بلجيكا، وبرزت نساء مغربيات من بين الجاليات العربية المقيمة في البلاد واحتلت مناصب ومكانة مرموقة ومن بينهن الوزيرة فضيلة لعنان التي تتولى حاليا الوزارة المسؤولة عن الإعلام السمعي والمرئي في الحكومة الفرانكفونية، وهناك عدد من البرلمانيات منهن صفية بوعرفة وفوزية طلحاوي ونعيمة لانجري، بالإضافة إلى عدد من المحاميات والطبيبات وأخريات بارزات في مجال العمل الاجتماعي والحزبي، وهناك الكثير من الجمعيات النسائية المغربية في بلجيكا التي تنشط في مجالات مختلفة من بينها العمل الاجتماعي. وقد أسهمت تلك الجمعيات بدور كبير في تقديم المساعدة لحل المشكلات وتقديم المساندة في الأزمات المختلفة.