أحجب شعري ولا أحجب فكري.. هكذا ردت الشابة ماهينور أوزدمير أول نائبة مسلمة محجبة في تاريخ برلمانات بلجيكا، على المحتجين على ارتدائها الحجاب. الشابة البلجيكية من أصل تركي انتخبت لعضوية برلمان بروكسل الاقليمي على قائمة وسطية المشاركة، وبدأت اعتبارا من يوم الثلاثاء 23 يونيو 2009 في جلسات هذا البرلمان مرتدية الحجاب لتشكل بذلك الحالة الأولى من نوعها في بلجيكا، مما أثار احتجاج بعض البرلمانيين باسم العلمانية. واستنادا إلى الصحف البلجيكية، فإنها الحالة شبه الوحيدة في أوروبا باستثناء نائبة عن منطقة سبتة المغربية المحتلة. ومنذ أسبوعين تعد ماهينور اوزدمير (26 سنة)، الحاصلة على شهادة في العلوم السياسية من جامعة بروكسل الحرة، أصغر نائبة في برلمان بروكسل. وماهينور وهي ابنة تاجر تركي مقيم في حي شاربيك في بروكسل الذي تسكنه جالية مهاجرة كبيرة، عضو في المركز الديمقراطي الانساني، الحزب الاجتماعي المسيحي السابق الناطق بالفرنسية. وتقول ماهينور إنها ارتدت الحجاب في سن الرابعة عشرة عن قناعة شخصية. وشاركت ماهينور منذ ثلاث سنوات مرتدية الحجاب في أعمال مجلس شاربيك البلدي دون أن يثير ذلك أي جدل، وعقب الإعلان عن فوز ماهينور، التي حصلت على 2851 صوتا، كانت كافية لحصولها على مقعد في برلمان بروكسل عن حزب المركز الديمقراطي الإنساني، سارعت وسائل الإعلام المحلية والدولية إلى ماهينور، وحرصت على إجراء مقابلات معها. وفي أي مكان تذهب إليه تجد اهتماما إعلاميا سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، وحرصت صحف ومحطات تلفزيونية من دول مختلفة مثل بريطانيا وتركيا وأستراليا وغيرها على إجراء أحاديث مع ماهينور، بحسب صحيفة الشرق الأوسط اللندنية. طبيب عيون وكانت ماهينور، دائما تطالب بعدم التركيز على الحجاب الذي ترتديه، بل يجب أن يكون الانتباه والتركيز على القضايا الهامة التي تشغل المواطن البلجيكي، وفي مقدمتها البطالة والسكن وتقول: سأعمل ضد البطالة وإرجاع المحجبات إلى العمل والمدارس. وتضيف البرلمانية تركية الأصل أريد أن أشير هنا إلى أنه بالحجاب أو بدون حجاب لن يكون هناك أي تأثير على نظرتي للمشكلات في هذا البلد، ولا على كيفية إيجاد الحلول وتقديم المساعدة للآخرين، سواء بالحجاب أو بدون حجاب. وتتابع بالقول: أحجب شعري ولا أحجب فكري، ولن يكون غطاء الرأس الإسلامي عائقا أمام نشاطي وعملي السياسي، ويجب ألا يتحول الأمر إلى نقطة خلاف، وأنصح الذين ينتقدون الحجاب أن يذهبوا إلى طبيب عيون لتنقيتها من الإجحاف. وتحاول ماهينور، من خلال تصريحاتها التأكيد على أنها بلجيكية تحتفظ بجذور تركية إسلامية، وتقول: لقد ولدت هنا على التراب البلجيكي، وكبرت وتعلمت في هذا البلد، وأنا مهاجرة من الجيل الثالث، وأنتمي لعائلة تحرص على العمل وتؤدي عملها بجد وإخلاص، وأهلي ساعدوني وفرحوا جدا بنجاحي في الانتخابات. ومن المتوقع أن يكون لها دور رئيسي في هذا البرلمان، حيث ستقوم بوصفها أصغر المنتخبين سنا بمساعدة رئيسة الجلسة وأكبر أعضاء البرلمان سنا انطوانيت سباك. إلا أن النائب الفدرالي الليبرالي دوني دوكارم والنائب الاقليمي لبروكسل فيليب بيفان الليبرالي أيضا اعتبرا أن هذا الامر يشكل مساسا بحيادية البرلمان والعلمانية. وأعلنا أنهما سيقترحان تعديل قواعد البرلمان البلجيكي لحظر ارتداء الشارات الدينية أو الفلسفية المميزة. إلا أن هذا المسعى لا يتوقع له النجاح نظرا لحصول النائبة الشابة على دعم الاحزاب الثلاثة المشكلة للائتلاف الحاكم للمنطقة (المركز الديمقراطي الانساني، الحزب الاشتراكي، حزب الخضر). وأوضح المركز الديمقراطي أنه طالب باحترام جميع النوب البرلمانيين لصفتهم هذه ولأفكارهم وليس لما يمكن أن يضعونه على رأسهم. من جانبه، قال جان ميشال جافو أحد رئيسي حزب الخضر إن البرلمان يجب أن يكون انعكاسا للمجتمع. يذكر أن بلجيكا تعيش فيها جالية كبيرة من المسلمين تزيد على نصف مليون، معظمهم من المغاربة والأتراك، ووصل الجيل الأول منهم إلى البلاد أواخر الخمسينيات للعمل في مجال إعادة إعمار ما دمرته الحرب العالمية الثانية.