قال خبير جزائري في شؤون الأمن انه من المتوقع ان يصعد جناح القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي من هجماته ليعزز مسوغاته لتولي زعامة التنظيم الدولي بعد مقتل أسامة بن لادن. وقال الأستاذ الجامعي مهند برقوق رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية والأمنية في الجزائر انه بعد ان قتلت قوات أمريكية خاصة بن لادن في فيلا قرب العاصمة الباكستانية إسلام أباد ستتنافس أجنحة القاعدة على القيادة. وتزعم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي انها الجناح الأقوى في التنظيم لأنها تملك الأسلحة وملاذا آمنا في منطقة الصحراء وأموالا طائلة جمعتها من عمليات الخطف. وقال برقوق وله علاقات وثيقة مع قوات الأمن الجزائرية التي تقاتل القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي ان الطريق مفتوح أمام تنافس كل أجنحة القاعدة على الزعامة وان كل فرع يسعى الى إضفاء شرعية على مسعاه لزعامة القاعدة. وأضاف ان القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي ستتحرك لشن المزيد من الهجمات وعمليات الخطف وأعمال العنف لإعطاء ثقل لترشحها لزعامة الشبكة الإرهابية الدولية. وتصدرت الجزائر جهود محاربة القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي ويرجع ذلك جزئيا الى ان قادتها جزائريون كما أنها خرجت من معطف ما كان يعرف من قبل باسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي قاتلت في صفوف المتمردين ضد قوات الأمن الجزائرية. وقال عبد المالك درودكال زعيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في تسجيل فيديو بث على منتديات جهادية على الانترنت ان جناحه سيصعد من أعمال العنف بعد مقتل بن لادن. وذكر موقع (سايت) المتخصص في مراقبة مواقع الإسلاميين على الانترنت ويتخذ من الولاياتالمتحدة مقرا له ان درودكال خاطب الامريكيين والصليبيين قائلا إنهم بهذا العمل أشعلوا نيران الحرب والغضب وزادوا من عداء الأمة الإسلامية ضدهم ورغبتها في الثأر منهم. وأجنحة القاعدة الأخرى التي من المرجح ان تتنافس على زعامة الشبكة بعد مقتل بن لادن هي القاعدة بجزيرة العرب والقاعدة في العراق المعروفة باسم دولة العراق الإسلامية وجماعات القاعدة الأخرى التي تعمل على حدود أفغانستان وباكستان. وأقامت القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي قاعدة لها في منطقة شمال مالي والنيجر وموريتانيا مستغلة المساحات الصحراوية المترامية والفساد المتفشي في الأوساط الرسمية وضعف الجيوش في المنطقة. وعلى الرغم من أن الهجمات الفتاكة التي تشنها القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي على قوات الأمن الجزائرية تحدث بانتظام إلا ان هجماتها على أهداف غربية محدودة حتى الآن. وقتلت القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي مواطنا أمريكيا يعمل في منظمة إغاثة في نواكشوط عاصمة موريتانيا عام 2009 . وفي فبراير شباط حاول مسلحون يعتقد انهم من القاعدة تفجير السفارة الفرنسية. ويقول برقوق ان الاضطرابات في ليبيا حيث تقاتل المعارضة المسلحة قوات الزعيم الليبي معمر القذافي قد تعطي القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي فرصة لتوسيع هجماتها. وقال ان تقسيم ليبيا الى شرق تسيطر عليه المعارضة وغرب يسيطر عليه القذافي وتفكك شبكة مؤسسات الأمن سيحول ليبيا الى ساحة معارك للقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. واستطرد برقوق قائلا ان المنطقة متجهة في المستقبل الى مزيد من التفسخ الأمني.