القاعدة تختار زعيمها الجديد وتجري حزمة تعيينات على قيادتها كشفت مصادر أمنية باكستانية عن أن تنظيم القاعدة أجرى حزمة تعيينات قيادية، منها تعيين المصري سيف العدل -وهو ضابط سابق في القوات الخاصة- قائما بأعمال التنظيم. وجاء ذلك بعد أسبوع من مقتل زعيم التنظيم أسامة بن لادن من طرف كوماندوس أميركي بباكستان. وأكدت وسائل إعلام باكستانية في إسلام آباد أمس الأربعاء نقلا عن هذه المصادر أن القاعدة عينت أيضا محمد مصطفى اليمني قائدا للعمليات وعدنان الخيري المصري مسؤول القيادة العامة، ومحمد ناصر الوحشي مسؤول التنظيم في أفريقيا، في حين أصبح محمد آدم خان الأفغاني مسؤول التنظيم في كل من باكستانوأفغانستان، وفهد العراقي مسؤول التنظيم على الحدود الباكستانية/الأفغانية. ونقلت وسائل الإعلام عن المصادر قولها إن قرار هذه التعيينات اتخذ خلال اجتماع عقد في العاشر من الشهر الجاري قرب الحدود الباكستانية الأفغانية، مشيرا إلى أنها المرة الأولى التي يجهر فيها تنظيم القاعدة بالتعيينات التي يجريها على قياداته. وبدوره، أكد الخبير بشؤون القاعدة نعمان بن عثمان -وهو معاون سابق لبن لادن ويعمل الآن محللا لدى مؤسسة كويليام البحثية البريطانية- في تصريحات أمس الثلاثاء أن سيف العدل عين بشكل مؤقت وأنه لا يتولى دور قائد، وإنما يتولى القيادة في شؤون العمليات والنواحي العسكرية. كما قال إن سيف العدل كان يشغل بالفعل دورا قريبا من رئيس أركان التنظيم حتى قبل مقتل أسامة بن لادن. وأشار الخبير إلى أن قرار اختيار سيف العدل لم يكن نتيجة اجتماع مجلس شورى رسمي للقاعدة، لأن التجمع مستحيل حالياً في مكان واحد، وإنما نتيجة قرار اتخذه 6 أو 8 من قادة التنظيم في منطقة الحدود الباكستانية/الأفغانية. واعتبر بن عثمان -وهو قائد سابق من الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة أن اختيار سيف العدل زعيماً مؤقتاً للقاعدة، يُعد خطوة باتجاه الإعداد لمبايعة شخص آخر من خارج الجزيرة العربية لتولي قيادة التنظيم خلفاً لبن لادن، رجح أن يكون أيمن الظواهري، الذي اعتبر لفترة طويلة مساعدا لبن لادن. وكشف الخبير ذاته أن تنظيم القاعدة يقوم حاليا بجمع تعهدات المبايعة للظواهري من الجماعات والفروع المترامية الأطراف، لكنه أشار إلى أن ذلك يستغرق بعض الوقت. وأشار نعمان بن عثمان -الذي عرف العدل شخصيا حينما شاركا في القتال في أفغانستان- إلى أن من سماهم الجهاديين على شبكة الإنترنت يشعرون بقلق بالغ من التأخير في الإعلان عن خليفة ابن لادن، وأكد أن «سيف العدل يمهد الطريق للظواهري لتولي قيادة التنظيم». ويقول مدعون أميركيون إن سيف العدل هو من القادة العسكريين البارزين لتنظيم القاعدة، وإنه ساعد في تخطيط التفجيرات التي استهدفت سفارتي الولاياتالمتحدة في نيروبي ودار السلام في 1998، وإنه أقام معسكرات تدريب للقاعدة في السودان وأفغانستان في التسعينيات. كما يعتقد أن سيف العدل -المدرج على قائمة المطلوبين أميركيا- فر إلى إيران بعد الغزو الأميركي لأفغانستان بعد هجمات 11 شتنبر في 2001 على الولاياتالمتحدة. وتؤكد وسائل إعلام أن السلطات الإيرانية أفرجت عن سيف العدل قبل نحو عام وأنه عاد إلى منطقة الحدود بين أفغانستانوباكستان. ويرجح محللون أن يكون سيف العدل -الذي يعتقد كثيرون أنه كان يعيش في المناطق النائية بشمال باكستان منذ 12 شهرا- قد عاد منذ ذلك الحين إلى إيران أو إلى أفغانستان في الأسابيع الأخيرة. وكانت شبكة أي بي سي نيوز الأميركية قد أفادت أن عناصر فريق سيل التابع للبحرية الأميركية الذي قتل زعيم تنظيم القاعدة صوروا من خلال كاميرات معلقة في خوذاتهم مشاهد تظهر تفاصيل جديدة حول مقتل زعيم تنظيم القاعدة، وذلك في وقت استجوبت فيه المخابرات الأميركية أرامل بن لادن بباكستان. وقالت الشبكة إن الفريق المكون من 25 عنصرا، رأى زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن للمرة الأولى حين خرج عند الطابق الثالث فأطلقوا النار عليه ولكنهم لم يصيبوه. وسجلت الكاميرات المعلقة على خوذات عناصر الفريق تراجع بن لادن إلى غرفته أثناء الهجوم قبل أن يطلق عليه جنود النار في صدره ورأسه. وبحسب الشريط لم يقع إطلاق نار على الجنود إلا في منزل الضيوف حيث فتح أحد الرسل الذين يعملون لصالح بن لادن النار ولكنه قتل بسرعة، حسب الشبكة. وقالت الشبكة إن المبنى الأساسي لم يكن فيه أحد مسلح على الرغم من وجود الأسلحة في مكان قريب. وقالت الشبكة إن عنصرا من الفريق دخل من الباب وأمسك بنات بن لادن وأبعدهن، وإن إحدى زوجات بن لادن ركضت باتجاهه حين دخل عنصر الفريق الثاني، أو ربما بن لادن نفسه دفعها فأبعدها الجندي وأطلق النار على بن لادن في صدره وأطلق عليه جندي ثالث النار في رأسه.