يلتقي، اليوم، قادة تنسيقيية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للانتخابات الرئاسية في اجتماع مغلق بمقر حركة حمس، لضبط برنامج حملة انتخابية موازية ضد المشاركة في الاستحقاقات المقبلة، فضلا عن وضع خطة عمل محكمة تحسبا ليوم الاقتراع، الذي قد يكون يوما للإضراب العام بالنسبة للمقاطعين. وتريد تنسيقية المقاطعين للرئاسيات تفعيل نشاطها بالموازاة مع الحملة الانتخابية التي يقوم بها المرشحون للانتخابات الرئاسية وكذا ممثليهم، وتجاوز ما تصفه بالعراقيل الإدارية، بدعوى عدم تمكينها من الحصول على تراخيص لتنظيم تجمعات بالقاعات المغلقة، وهي تحاول الاتجاه نحو العمل الجواري لشرح أسباب ودوافع قرار المقاطعة، لأنها تريد أن تجعل من تاريخ 17 أفريل القادم تاريخا مميزا لكن بطعم المقاطعة، وموعدا لترسيم قرار المقاطعة، خلافا لما يريده المشاركون في الانتخابات الرئاسية، وبحسب ما تم تسريبه من التنسيقية، فإنه من بين أهم المقترحات التي تم طرحها ومناقشتها داخل التنسيقية، دعوة عامة الناخبين إلى شن إضراب عام يوم 17 أفريل، من خلال عدم التوجه نحو مكاتب الاقتراع وعدم الإدلاء بأصواتهم، والتزام بيوتهم دون مغادرتها إلا لقضاء الحاجيات الضرورية، أو عند الحالات القاهرة، وهو مقترح يبدو إلى حد ما صعب التحقيق، بالنظر إلى ما يتطلبه من تجنيد محكم وقوة إقناع، غير أن التنسيقية لا ترى حائلا أمام تحقيق أهدافها، وهي ترى بأن المقاطعة أفضل حل لتجاوز الأزمة الحالية. ويؤكد محمد حديبي العضو القيادي في حركة النهضة بأن تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للاستحقاقات بعد تنصيبها للجنة السياسية للتحضير للندوة الوطنية، تناقش اليوم برنامج العمل سيستمر إلى غاية الانتخابات الرئاسية، قائلا بأن حزبه اقترح تفعيل المقاطعة الإيجابية، عن طريق التجمعات الشعبية والعمل الجواري والندوات الولائية، ليكون بمثابة حملة انتخابية موازية، معتقدا بأن الإدارة لا يمكنها أن تقف حائلا أمامهم، طالما أن القانون لا يمنعهم من النشاط الميداني، إلا في حال تعسف السلطة، ويقول من جانبه عضو المكتب الوطني لحركة حمس "نعمان لعور" للشروق، بأن حزبه يفضل العمل الجواري لتجاوز عراقيل الإدارة، لأنهم حاولوا الحصول على القاعات دون أن يتمكنوا من ذلك، معتقدا بالأمر سيان بالنسبة لهم، بحكم تعودهم على النشاط الميداني، علما أن لقاء المكاتب الولائية لحمس الذي يعقد اليوم أيضا بمقر الحزب وبرئاسة عبد الرزاق مقري، سيتم تخصيصه لشرح قرارات تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للرئاسيات، وسبل الترويج لها بين أوساط المناضلين والناخبين. وأفاد، من جانبه، العضو القيادي في جبهة العدالة والتنمية "لخضر بن خلاف" بأن العمل على مستوى الولايات يسير باحتشام، مما يعني أن الحماسة التي أظهرها قياديو التنسيقية، والتي ظهرت بوضوح في التجمع الشعبي الذي نشطوه قبل أسبوع بقاعة حرشة بالعاصمة، لا تقابلها حماسة بنفس الحجم لدى المسؤولين الولائيين، الذين تم توكيلهم لتجنيد المناضلين على المستوى المحلي، وهو انشغال أخذ على ما يبدو يؤرق أعضاء التنسيقية، التي تتشكل من خمسة أحزاب سياسية هي حمس والنهضة وجبهة العدالة والتنمية والأرسيدي وجيل جديد، إلى جانب المرشح المنسحب من الانتخابات الرئاسية ورئيس الحكومة السابق أحمد بن بيتور.