أصدر الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية بيانا أكد فيه أن ما نقل عن ترشيح وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي نفسه للرئاسة كان مجرد "اجتهادات صحفية" مضيفا أن قرار الترشح من عدمه يعود للسيسي الذي سيكشف للشعب. وجاء في بيان الناطق الرسمي: "في إطار ما نشرته صحيفة السياسة الكويتية حول حسم المشير عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة، قراره من الترشح للرئاسة، وما أثارته وسائل الإعلام المحلية والدولية حول إعلان هذا القرار من خلال صحيفة عربية وليست مصرية، نؤكد على الآتي: ما نشرته جريدة السياسية مجرد اجتهادات صحفية، وليست تصريحات مباشرة من المشير السيسي، وتم تحميلها بعبارات وألفاظ غير دقيقة». وتابع الناطق العسكري في بيانه بالقول: "قرار ترشح المشير السيسي لرئاسة الجمهورية من عدمه هو قرار شخصي سيحسمه بنفسه أمام أبناء الشعب المصري العظيم دون غيرهم، من خلال عبارات واضحة ومباشرة ولا تحتمل الشك أو التأويل». وكانت صحيفة السياسة الكويتية قد نقلت عن السيسي إعلان ترشحه للرئاسة، وذكرت أن وزير الدفاع المصري قال ردا على سؤال بأنه قادم إلى رئاسة مصر، حيث قال: "نعم، لقد حسم الأمر وليس أمامي إلا تلبية طلب شعب مصر، وهو أمر سمعه القاصي والداني، ولن أرفض طلبه، سأتقدم لهذا الشعب بتجديد الثقة عبر التصويت الحر». وتابع قائلا: "لقد توكلت على الله ولن أرفض رغبة أبناء بلدي، ولكنني سأطلب منهم العون، فمصر دولة متوعكة وتوعكها مزمن، وقد ازداد في السنوات الاخيرة، والشعب يدرك ان الامانة ثقيلة وهي تتطلب تعاون الجميع في حملها، ولذلك علينا ان نتشارك في هذا الحمل، ونعمل من اجل شفاء بلدنا من هذه الوعكة». وأضاف السيسي: "نعم، يعلم الله أنني أحمل هم هذه الثقة، وكلي أمل ان يكون الانجاز على قدر الحلم.. لا اخفيك ان رغبات الناس وآمالهم باتت كبيرة جدا بعد الوعكة الاخيرة، وهي أحلام لا حدود لها، هذا أمر طبيعي، ولذا علينا ان نحققها جميعها، ونعمل كلنا بصدق، على تحقيقها سريعا، من الكبير الى الصغير كل من موقعه». وحول تولي المنصب قال المشير: "سنصدق الناس القول، لن نتلاعب بأحلامهم، او نقول لهم ان لدينا عصا سحرية، سأقول لهم تعالوا اليَّ نشبك أيدينا بأيدي بعضنا بعضا، ونعمل سوية لبناء مصر بلد التسعين مليون نسمة، في بلادنا امكانيات ضخمة لا تحتاج الا الى تسويق جيد، وبناء ثقة، ووضع خريطة طريق واضحة للاستفادة منها، زراعيا وسياحيا وصناعيا وتجاريا. علينا تهيئة بيئة جاذبة للاستثمار الوطني والاجنبي، سواء أكان عربيا او اجنبيا». أما بالنسبة للوضع الأمني بمصر، قال السيسي: "الوضع الامني المصري اليوم أفضل مما كان عليه سابقا، اليوم أفضل من الامس، والغد يوم آخر.. إن ما يحدث حاليا في البلاد أشبه بحشرجات محتضر لن تؤثر في عزيمة الشعب المصري، ففي دول اخرى، وهي اكثر منا تقدما، ولديها امكانات اكبر، وأوضاعها تفوق أوضاعنا حساسية، ويحدث فيها اكثر مما يحدث عندنا، ورغم ذلك تعيش حياتها باستقرار كامل». وتابع قائلا: "أقولها لك بكل صراحة، لن تعكر صفو حياتنا قنبلة هنا واخرى هناك، او تظاهرة او اعتصام...قريبا، وقريبا جدا سنتوجه الى العمل على تحقيق ما طالب به شعبنا، وسنضع خريطة طريق تنموية، ونعمل على ايجاد بيئة استثمار حسنة وجاذبة، وكل هذا سيكون من خلال قوانين متطورة جاذبة للاستثمار المصري والعربي والاجنبي، وسنعدل أيضا ما لدينا من قوانين ليتناسب مع ذلك». وعلى الصعيد العربي قال السيسي: " نحن وفي خضم انشغالنا بقضايانا الداخلية لا ننسى بعدنا العربي، فنحن جزء من هذا الوطن الكبير، في هذا الوطن لا بد من قيام اتحاد بين بعض دوله من اجل محاربة الارهاب الذي استشرى في العديد منها. نحن سندعو الى اتحاد عربي يقوم على تعاون مشترك بين الدول التي تعاني من الارهاب، كي تكون الحرب عليه مشتركة، وأعتقد ان دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ودول اخرى سترحب بهذا الاتحاد الذي ستكون غايته، كما قلت، القضاء على هذا الارهاب الاسود». أما على الصعيد الخليجي، قال السيسي: "إن الشعب المصري سيتذكر موقفكم التاريخي، موقف الاشقاء في دول مجلس التعاون، وسيتذكر ايضا مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ودعمه لبلدنا، وسيتذكر اكثر برقيته لنا ولجيش مصر ولرئاسة الجمهورية، وكذلك دعم المملكة المالي.. أيضا سنتذكر مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة ورجالها الذين زاروا مصر ليقدموا دعمهم السخي.. مصر ستتذكر بكل اعتزاز دعم دولة الكويت وعواطف أهلها، وكذلك البحرين وسلطنة عمان، والله يهدي الجميع الى ما يحب ويرضى».