قال رئيس الوزراء الليبي علي زيدان أنه ليس ضعيفا وأن يعرف جيدا كيف يتعامل مع الوضع في ليبيا الذي يشهد انفلاتا أمنيا واضحا منذ نجاح التمرد المسلح قبل عامين في الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي. واعتبر زيدان في حوار مطول مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الشهيرة أن الوضع في بلاده يحتاج للتعامل مع بالحكمة، وأنه لو كان اختار أن يبدأ مهماته كرئيس وزراء للبلاد "بحمام دم" فإنه لن يستطيع "تحقيق شيئ خلال 10 سنوات". ووصف زيدان الاحتجاجات الأخيرة التي قام بها مواطنون ليبيون ضد الميليشيات المسلحة في مناطق متفرقة بالبلاد بكون "تطورا إيجابيا" لصالح الحكومة، لأن الناس كانت لديه آراء مختلفة بشأن احتفاظ الكتائب بسلاحها، فيما يرى رئيس الوزراء الليبي أن المواطنين مقتنعون اليوم بأن لا يكون السلاح سوى في "حوزة الشرطة والجيش". وأقر رئيس وزراء ليبيا بأن سيطرة عدد من الموالين لفكرة الفيدرالية على محطات النفط بكونه يشكل مصدر قلق للحكومة، معتبرا أن عليها التعامل بحكمة مع الموضوع مع عدم استبعاد فكرة اللجوء إلى القوة إذا اقتضى الأمر. ونفى زيدان أن تكون المليشيات تسيطر تماما على الوضع في ليبيا، مشيرا أن لدى الكتاب فعلا بعض القوة ولكنها ليس بالقوة لتسيطر على البلاد بأكملها. ورفض زيدان اعتبار تلقي الكتائب لأموال من الحكومة خطأ، مشيرا أن الحكومة السابقة عندما استلمت الأمور بعد الإطاحة بالقذافي وجدها نفسها أمام الأمر الواقع وكان عليها التعامل مع الأمور بصورة يومية وبالتالي وجدت نفسها مضطرة لاختيار "الحل الأفضل بين الأسوأ". وأضاف رئيس الوزراء الليبي أن حكومته تسعى إلى نزع سلاح المليشيات على أن يتم ذلك بحكمة، مشيرا إلى أن الدول الغربية كالولايات المتحدة يمكن أن تساعد في هذا الجانب.