دعا الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، المصريين إلى الخروج من المنازل من أجل الوقوف إلى جانب الإسلاميين وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، والدفاع عنهم، قائلا ‘اخرجوا من منازلكم للدفاع عن إخوانكم، والا فلن تجدوا لقمة العيش، فالإنقلابيون سيظلون وراءكم حتى يخربوا منازلكم'، جاء ذلك في خطبة الجمعة التي القاها بالعاصمة القطرية الدوحة. وشنت وسائل الاعلام المصرية لا سيما الفضائيات حملة ضد الشيخ القرضاوي لدعمه جماعة الاخوان المسلمين، واتهمته بعض البرامج الحوارية بالعمل لحساب ‘سي آي ايه' والصهيونية، وكان الشيخ ابراهيم رضا أحد علماء الأزهر وصف القرضاوى ب'المخرب'، وقال خلال مداخلة هاتفية على قناة ‘أون تي في'،'الشيخ يوسف القرضاوى أصبح الآن مفتي البنتاغون فهو من مهد الأرض لحرق ليبيا والعراق وسورية'. وطالب القرضاوي في خطبة الجمعة امس أفراد الجيش والشرطة، بألا يستمعوا لأوامر قادتهم والذين وصفهم ب'الظلمة'، قائلا ‘لا تقتلوا اخا لكم، فالصهاينة يمدحون السيسي لأنهم لم يجدوا مثله'. ودعا القرضاوي في خطبته الجنود إلى ‘عدم قتل المصريين، وعدم طاعة من يأمرهم بالقتل'، واصفا من يأمرهم بذلك ب'الظلمة'، مضيفا ‘الجيش المصري لم يعد ليقتل المصريين ، الجيش المصري أعد ليقتل المعتدين من الصهاينة وامثالهم'. وأوضح القرضاوي ان الرئيس السابق محمد مرسي جاء بانتخابات حرة واختاره الشعب، ليصبح أول رئيس يأتي بحرية الشعب الكاملة، مشيراً إلى أن وضع الرئيس محمد مرسي الآن لا يعد اعتقالا، مؤكدا أن عدم استطاعة أفراد عائلته رؤيته او زيارته يجعله (مختطفا) وليس معتقلا. وأضاف القرضاوي ‘مصر هي الدولة التي طالما رفعت راية الإسلام، وخرج منها العلماء للدعوة، ولكنها الآن هي التي تحارب الإسلام'. وأشار القرضاوي إلى أن القوات المسلحة تسلمت الحكم، ورفضت إلا أن تكيد للشعب كيدا، على حد وصفه، قائلاً ‘ظهر شخص وقال ان الشعب فوضني، كيف يهدم هذا كله، كيف يأتي بتاريخ أمة، ويهدمها هكذا'. وأضاف القرضاوي ‘تصوروا مصر تحارب الإسلام، وهي التي انتصرت منذ سنتين ونصف في ثورة 25 يناير 2011 على الطغاة الظالمين الذين حاربوا الشعب، وحاربوا الإسلام، وحاربوا الحرية والكرامة، وحاربوا الأمة وحقوق الأمة'. وانتقد في خطبته ‘اعتقالات وعزل خطباء مساجد ومنع الصلاة في بعضها'، في إشارة على ما يبدو إلى قرار وزارة الأوقاف منع صلاة الجمعة بالزوايا التي تبلغ مساحتها أقل من 80 مترا. من جانبها عبرت الفنانة المصرية المعتزلة شمس البارودي عن غضبها من الشيخ القرضاوي بسبب دعائه على الجيش وقالت في تصريحات صحافية ‘عندما فكرت في قرار خلع النقاب اتصلت بالشيخ القرضاوي فأفتاني بأن الأصل في الاسلام كشف الوجه، ولكنني حزنت من مواقفه بعد ثورة 30 يوليو، ومن هجومه على الجيش المصري، رغم أن مرسي وجماعته لم يطبقوا الاسلام بل أساءوا للدين، وعلى سبيل المثال في عهده تحول جراج العمارة التي نسكنها إلى كباريه وأخذ تصريح بتداول الخمور بالمخالفة للقانون، وشكونا للمسؤولين ولقيادات الإخوان ولم يتخذوا أي إجراء، ولم تدافع الجماعة عن القدس كما زعمت، بل أرسل مرسي خطاباً لبيريز الذي ارتكب أربع مذابح في فلسطين يقول له صديقي الوفي العزيز، وتسبب الإخوان في إراقة دماء المسلمين لتحقيق مناصب في الدنيا'. واضافت انها خلعت النقاب منذ ما يقارب العشر سنوات بعد حرب أفغانستان وقالت ‘كنت قبل هذا القرار قد عرفت من الشيخ الشعراوي أن النقاب فضل، وأنه لا يُفرض ولا يُرفض، وسألت الشيخ يوسف القرضاوي، فقال لي إن الأصل في الاسلام كشف الوجه، وكنت سأسافر لابنتي في إنكلترا، وحينها أعدت التفكير في مسألة النقاب، وقرّ في قلبي أنه ليس فرضاً فقررت خلعه، واكتفيت بالحجاب وبخاصة أنني رأيت زوجة الشيخ القرضاوي وابنته وزوجة الشيخ الشعراوي، والكثيرات من عالمات الدين مثل د. آمنة نصير، ود. عبلة الكحلاوي، ود. سعاد صالح لا يرتدين النقاب'. وكان القرضاوي هاجم شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب، بشدة بعد مواقفه الأخيرة المساندة للنظام الحاكم الجديد، ولدعمه مبادرات الفريق عبد الفتاح السيسي قائد الجيش المصري الذي أطاح بحكومة ‘الإخوان' في مصر. وخاطب القرضاوي الطيب، في مقال له نُشر على موقع اتحاد علماء المسلمين، بالقول ‘كان ينبغي ألا تلوث عمامة الأزهر، ولحية شيخه، بمساندة هؤلاء الذين أثبتت الأيام القليلة الماضية فساد طوياتهم، وسوء مكرهم، وظمأهم نحو السلطة، وسعيهم إلى سدة الحكم عبر دماء الشهداء، وأشلاء الأحرار'. جاء ذلك فيما قدم الشيخ عبد الله بن بية الجمعة استقالته من منصب نائب رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الذي يرأسه القرضاوي، وفقا لما اعلن مكتبه. وقال بن بية (77 عاما) في رسالة مقتضبة تلقت ‘فرانس برس′ نسخة منها موجهة الى الامين العام للاتحاد علي محيي الدين قره داغي ان ‘سبيل الاصلاح والمصالحة يقتضي خطابا لا يتلاءم مع موقعي في الاتحاد'. والشيخ بن بية من ابرز علماء السنة وهو من مواليد تمبدعة في موريتانيا حيث شغل مناصب وزارية عدة قبل ان ينتقل الى السعودية ويعمل حاليا استاذا في جامعة الملك عبد العزيز في جدة.