دعا "بيت الحكمة " كل الأطراف المعنية في الساحة المصرية ، إلى الجنوح للسلم المدنين وتغليب لغة الحوار الوطني،لحقن الدماء في أرض الكنانة. واعتبر بيت الحكمة في بيان تلقى موقع "مغار بكم" نسخة منه، أن التطورات المؤلمة التي تشهدها بعض دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا على اثر اندلاع عمليات التقتيل،وتنامي موجات العنف، والعنف المضاد ، واستهداف المعارضين السياسيين ، وتفشي خطابات الترهيب ، والتطرف،واللجوء لخيارات القوة ،تنذر بسيناريوهات مأساوية تدخل هذه الأقطار في لغة الدم ،وتحويل الساحات العامة إلى ساحات لانتشال الجثث الجماعية،والمقامرة باسم الشعوب ،و توظيف الاعتصامات حطبا لإشعال وقود العصيان المدني ، والتحريض على الموت، في حسابات يبتعد فيها الصراع السياسي عن قواعده السلمية ،ليعتنق قاموسا غارقا في لغة النار ، وتنحية المعارضين،وتكفير الدولة والمجتمع. وأعرب بيت الحكمة عن قلقه البالغ إزاء ما يجري، معتبرا أن إراقة الدماء ،أيا كانت الذرائع،أمر مدان ومرفوض،لأن ذلك يتعارض كلية مع الضمير الإنساني ومع مستلزمات السلم المدني الذي لا يمكن أن يتحقق إلا بمنطق الوفاق الوطني المبني على قواعد الديمقراطية ، والحوار ،و التعددية الحقيقية،واحترام أسس وقواعد الصراع السياسي المدني مع ما يفرضه من سمو للدولة فوق الحزب، والجماعة، أو الطائفة، وعدم تحويل العملية الانتخابية إلى آلية للتحكم السياسي في الأفراد ،والمجتمع والدولة. "وفي هذه المرحلة العصيبة التي تجتازها المنطقة ،يضيف موقعو بيان بيت الحكمة،لا يسعنا إلا أن ندعو كل الأطراف إلى تغليب المصالح الوطنية العليا بعيدا عن الفتاوى العمياء التي تذكي حروب الداخل ، وتوسع من دوائر الموت باسم الاستشهاد، وتزج بالأوطان في معادلات تخدم أجندات غارقة في النعرات الطائفية، والتوظيفات العقدية المتطرفة، وخيارات الدم بدل السياسة. وبقدر ما نتحسر على سقوط الضحايا في مصر الشقيقة ،بقدر ما ندين الجريمة الشنعاء التي استهدفت القيادي اليساري محمد البراهمي ثاني ضحية يسقط في الديار التونسية بعد الشهيد شكري بلعيد.وهي حلقة جديدة في الاغتيال السياسي الذي يؤشر على أن منطق التطرف المتعطش لإسكات كل الأصوات الحرة يوقع مرة أخرى على اختياره للغة الدم والرصاص". وخلص بيان بيت الحكمة إلى القول: "نحن في بيت الحكمة إذ نستحضر السنوات العصيبة التي اجتازتها بلادنا في مرحلة صعبة من تاريخها حيث كان الاغتيال السياسي ،والاختطاف،والنفي عناوين لمرحلة سياسية مؤلمة استلزمت كثيرا من الحكمة للخروج من أنفاقها لتدشين مسار جريئ للمصالحة والمضي في خيارات الدمقرطة الصعبة بتوافق وطني إرادي ،فإننا نعتبر بأن الخروج من دوامة العنف والعنف المضاد لن يتحقق في هذه الأقطار الشقيقة إلا بتوافق وطني تلعب فيه القوى الوطنية والديمقراطية، والمدنية ،وكل القوى الحية الدور الحاسم لإخراج المنطقة من سيناريوهات اللااستقرار والحرب الأهلية".