أعرب بيت الحكمة عن قلقه البالغ إزاء ما يجري بمصر، وأكد في بيان له توصلت "شبكة أندلس الإخبارية" بنسخة منه أن إراقة الدماء ،أيا كانت الذرائع، أمر مدان ومرفوض، على اعتبار أن ذلك يتعارض كلية مع الضمير الإنساني ومع مستلزمات السلم المدني الذي لا يمكن أن يتحقق إلا بمنطق الوفاق الوطني المبني على قواعد الديمقراطية، والحوار، و التعددية الحقيقية، واحترام أسس وقواعد الصراع السياسي المدني مع ما يفرضه من سمو للدولة فوق الحزب، والجماعة، أو الطائفة، وعدم تحويل العملية الانتخابية إلى آلية للتحكم السياسي في الأفراد ،والمجتمع والدولة. و دعا بيت الحكمة كل الأطراف إلى تغليب المصالح الوطنية العليا بعيدا عن الفتاوى العمياء التي تذكي حروب الداخل في هذه المرحلة العصيبة التي تجتازها المنطقة، وتوسع من دوائر الموت باسم الاستشهاد، وتزج بالأوطان في معادلات تخدم أجندات غارقة في النعرات الطائفية ، والتوظيفات العقدية المتطرفة، وخيارات الدم بدل السياسة. وتحسر بيت الحكمة على سقوط الضحايا في مصر الشقيقة، مدينا الجريمة الشنعاء التي استهدفت القيادي اليساري محمد البراهمي ثاني ضحية يسقط في الديار التونسية بعد الشهيد شكري بلعيد.وهي حلقة جديدة في الاغتيال السياسي الذي يؤشر على أن منطق التطرف المتعطش لإسكات كل الأصوات الحرة يوقع مرة أخرى على اختياره للغة الدم والرصاص. واستحضر بيت الحكمة السنوات العصيبة التي اجتازتها بلادنا في مرحلة صعبة من تاريخها حيث كان الاغتيال السياسي، والاختطاف ،والنفي عناوين لمرحلة سياسية مؤلمة استلزمت كثيرا من الحكمة للخروج من أنفاقها لتدشين مسارجريئ للمصالحة والمضي في خيارات الدمقرطة الصعبة بتوافق وطني إرادي ، مؤكدا بأن الخروج من دوامة العنف والعنف المضاد لن يتحقق في هذه الأقطار الشقيقة إلا بتوافق وطني تلعب فيه القوى الوطنية والديمقراطية، والمدنية ،وكل القوى الحية الدور الحاسم لإخراج المنطقة من سيناريوهات اللااستقرار والحرب الأهلية.