قبل أقل من 24 ساعة من إعلان الحكومة التونسية عن تمكن الأجهزة الأمنية التونسية من كشف المتورطين في جريمة اغتيال المعارض التونسي شكري بلعيد، قتل محمد البراهمي، النائب المعارض بالمجلس التأسيسي التونسي، المنسق العام لحزب «التيار الشعبي»، صبيحة أمس الخميس بالرصاص في حي الغزالة من ولاية أريانة شمال شرق تونس. وأدان محمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، اغتيال السياسي التونسي صبيحة أمس، وقال في تصريح ل»التجديد»، «موقفنا كما كان يوم اغتيال شكري بلعيد هو نفس موقف اليوم، ندين أي اغتيال للسياسين». واستغرب الحمداوي لتزامن اغتيال المعارض التونسي مع إعلان الحكومة التونسية توصلها إلى هوية المتورطين في اغتيال شكري بلعيد. ويرى الحمداوي أن الاغتيالات تستهدف تونس التي تسعى إلى الخروج من قبضة التحكم والاستبداد، يضيف المتحدث، «في الوقت الذي استطاعت فيه أن تظل صامدة طيلة هذه المدة، وتمكنت الترويكة الحاكمة من تحقيق مجموعة من التوافقات، آخرها التوافق على مشروع الدستور التونسي، وتقديم حركة النهضة لتنازلات مهمة»، وشدد الحمداوي على أن اغتيال أمس، يسعى إلى نسف الشعوب التي استطاعت أن تدبر الاختلاف والتنوع والتنسيق والتعاون»، وختم الحمداوي تصريحه ل»التجديد» بالقول، «أخشى ان يكون اغتيال السياسي التونسي المعارض ثمنا للموقف التونسي الرسمي من الانقلاب على الشرعية بمصر». وندد الشيخ راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسية، بحادث الاغتيال الذي تعرض له، محمد البراهمي، المنسق العام لحزب «التيار الشعبي» المعارض بالمجلس التأسيسي التونسي، كما أدانت حركة النهضة، في بيان لها، عملية الاغتيال، واعتبرتها «جريمة خطيرة تستهدف الثورة وضرب الوحدة الوطنية وتعطيل المسار الانتقالي الديمقراطي، ومحاولة جديدة لاستهداف أمن البلاد ودفعها نحو العنف والتقاتل». وقال الغنوشي، إن هذه الجريمة تأتي في سياق التقدم الذي شهدته العملية السياسية بانتخاب الهيئات التعديلية وإعداد مشروع الدستور والتوافق على أغلب القضايا الخلافية. ودعت حركة النهضة، التونسيين جميعا إلى «ضبط النفس لتفويت الفرصة على المجرمين الذين يريدون تخريب التجربة وضرب التعايش في تونس، والحفاظ على الوحدة الوطنية والتضامن بين كافة أطياف الشعب التونسي». وكانت وكالة الأنباء التونسية قد نقلت عن مصدر طبي في مستشفى محمود الماطري بولاية أريانة، أن البراهمي توفي «على إثر تعرضه ظهر أمس الخميس إلى إطلاق نار من قبل مجهولين في حي الغزالة من ولاية اريانة»، وقال التلفزيون الرسمي التونسي إن البراهمي قتل ب «11 طلقة نارية في بيته». وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية مقتل البراهمي، وقال أنه «تعرض لعدة طلقات نارية أثناء خروجه من منزله في منطقة الغزالة». وأضاف المصدر ذاته أن «شخصين كانا يمتطيان دراجة نارية أطلقا النار مباشرة على البراهمى أمام منزله وأردياه قتيلا قبل أن يلوذا بالفرار». وكانت الحكومة التونسية أكدت، أول أمس أن الأجهزة الأمنية المختصة، تمكنت من كشف المتورطين في جريمة إغتيال السياسي المعارض الراحل شكري بلعيد، التي أدخلت البلاد في أزمة سياسية عميقة. وابرز الوزير المستشار لدى رئيس الحكومة التونسية، في تصريحات صحفية، أن مصالح وزارة الداخلية «تمكنت من الكشف عن منفذي الجريمة والمشاركين فيها والمخططين لها، بما في ذلك أماكن إختفاء العناصر التي لم يتم القبض عليها لغاية الساعة». وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي أعلن فيه الائتلاف اليساري المعارض، عن استعداده لتنظيم مسيرة ضخمة يوم 6 من شهر غشت المقبل، للمطالبة بالكشف عن الذين يقفون خلف جريمة إغتيال شكري بلعيد. ويذكر أن شكري بلعيد لقي حتفه يوم 6 فبراير الماضي برصاص مجهولين، وسط تونس العاصمة، وأدت جريمة الاغتيال إلى وقوع أزمة سياسية أطاحت بحكومة رئيس الوزراء السابق حمادي الجبالي، الذي يشغل منصب الأمين العام لحزب حركة النهضة الاسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم في البلاد.