تونس: وكالات استأثرت زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لتونس بالأضواء، خاصة وأنها جاءت متزامنة مع سقوط الرئيس محمد مرسي في القاهرة بعد عزله من طرف الجيش. وفي خطابه أمام أعضاء المجلس التأسيسي التونسي، دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الذي يقوم بأول زيارة له كرئيس إلى تونس، إلى تجديد الثقة بين فرنساوتونس والمضي قدما لتطوير العلاقات بين البلدين إلى الأفضل،حسب موقع فرنسا 24. وقال هولاند:" نريد إعطاء دفعة جديدة للعلاقات الفرنسية التونسية واستخلاص كل الدروس والعبر من الماضي، لاسيما وأنكم عانيتم كثيرا من جروح الثورة التي قمتم بها" . وأضاف: " إنه لشرف عظيم لي أن أتحدث أمام مجلس تأسيسي منتخب وديمقراطي كمجلسكم". وحيا هولاند الشعب التونسي الذي "ضحى بالكثير من أجل دحر النظام السابق وتجديده بنظام ديمقراطي، فيما عبر عن تقدير فرنسا لكل من عانى من سنوات التعذيب والقهر في نظام بن علي السابق. وقال:" التضحية التي قدمها الشاب البوعزيزي لم تغير مجرى تاريخ تونس فقط بل العالم بكامله وأن الدرس الذي استخلصناه من التجربة التونسية هو أنه لا يمكن أن يكون هناك ازدهار اقتصادي وتطور سياسي دون الحرية"، موضحا في الوقت نفسه أن التونسيين قادرون على تجاوز الخلافات السياسية القائمة بينهم. وأكد هولاند أن فرنسا ستقف دائما بجانب تونس في جميع المجالات والأوقات وأنه لم يأت لإعطاء دروس بل لتشجيع جميع التونسيين لمضاعفة الجهود، لأن البلدين – فرنساوتونس- كل منهما بحاجة للآخر. وحيا هولاند ذاكرة النقابي فرحات حشاد الذي قتل عام 1952 في زمن الاستعمار الفرنسي، ووعد بتسليط الضوء الكامل على هذا الاغتيال والسماح بفتح كل الوثائق السرية المتعلقة بهذا الحادث. كما حيا ايضا ذاكرة المناضل السياسي والمحامي شكري بلعيد. ووعد هولاند بإعادة كل الأموال التي أودعها النظام السابق في البنوك الفرنسية. كما دعا إلى رفع مستوى التعامل الاقتصادي والاستثمار بين باريس وتونس. وقال هولاند: "سنستثمر أكثر في تونس وسنقوم بإعادة جدولة بعض ديونها وتحويل البعض الآخر إلى استثمارات فرنسية". ودعا الرئيس الفرنسي الفرنسيين إلى الذهاب إلى تونس من أجل قضاء عطلتهم الصيفية مشيرا إلى أنه واثق بأن الاقتصاد التونسي سينمو ويتطور أكثر في المستقبل . ويشأن العلاقة الفرنسية التونسية، قال هولاند إنه يريد أن ترتكز هذه العلاقة على ثلاثة مبادئ أساسية: المبدأ الأول يتمثل في الاعتماد على نظام ديمقراطي منتخب، فيما يكمن المبدأ الثاني في ضمان العدالة الاجتماعية واحترام جميع الحقوق – حق الصحافة وحق التعبير ... . أما المبدأ الثالث فهو يتمثل في تشارك المسؤولية إزاء ما يجري في العالم من إحداث وتطورات. وبشأن الوضع في مصر، أكد هولاند أنه يجب أخذ كل الخطوات اللازمة من أجل رجوع النظام الديمقراطي إلى هذا البلد. نفس الشيء أيضا بالنسبة لسوريا حيث صرح أن فرنسا تقف بجانب الشعب السوري الذي يعاني وأن باريس ستقدم كل المساعدات اللازمة للمعارضة من أجل أن تتحرر من نظام بشار الأسد. وأنهى هولاند خطابه بالقول إن فرنسا واثقة بإمكانيات تونس الكبيرة لإعادة بناء اقتصادها ونفسها وإن باريس ستقف دائما بجانبها لأنها فتحت أمل التغيير كبيرا أمام العالم.