بعد خصه الجزائر والمغرب قبل بضعة أشهر، بأولَى زياراته إلى شمَال إفريقيَا، حلَّ الرئيس الفرنسي، فرانسوَا هولاند أمسِ، فِي تونس، حيث أشادَ بمَا اعتبرهُ نموذجًا تونسياً راسخاً، رغم جميع التحديات، مؤكدًا أنَّ تونس استطاعت أن تشكل مثالاً يحتذَى به لمرة أخرَى، فِي وقتٍ تجتازُ فيه بلدان عربية اجتازها الربيع مراحلَ انتقاليَّة. وأردف الرئيس الفرنسي الذِي ألقَى كلمَة أمامَ المجلس التأسيسي في توسن العاصمَة، أنَّ تونس أبانت عن قدرتها على تجاوز ما يقسمها، معرباً عن أمله في تعميق العلاقات الفرنسية التونسية، حاثًّا مواطنِي بلده على القدوم إلى تونس من أجل السياحَة، التِي يعتمدُ عليهَا اقتصادُ البلاد، مؤكداً أنهُ يعِي عدمَ تعارض الإسلام والديمقراطيَة. وبالنظر إلى المتانة التِي كانت عليها العلاقات الثنائيَّة بين فرنسَا وتونس خلال حكم الرئيس الفار، زين العابدين بن علِي، اعترفَ الرئيس الفرنسي بأنَّ ندوباً لحقت بالعلاقات الثنائيَة، في أعقاب ثورة يناير 2001، حين بدت باريس متحفظة، بتأخرهَا حسب تعبير هولاند، عن دعم الثورة. داعياً إلى استخلاص الدروس من الماضِي، حتى وإن تعلقَ الأمرُ بلحظات عصيبَة، فرغم التلكؤ الرسمِي لفرنسَا، فقد انبرَى عددٌ من مواطنِي بلده، يقول هولاند، سواء تعلق الأمرُ بالمجتمع المدني، أو الأوساط السياسيَّة والنقابيَّة إلى دعم الثورة التونسيَّة. فِي غضون ذلك، قرأت صحف فرنسيَّة فِي إشارة الرئيس الفرنسي، فرانسوَا هولاند، إلى جروح لحقت العلاقات الفرنسيَّة التونسية، رغبَة فرنسيَّة إلى تصحيح دعمها الضمنِي للرئيس الفار، زين العابدين بن علِي، حين اشتعلت الثورة التونسية، التي كانت مقدمة لسقوط زعماء عرب آخرين، رغم رفضهَا لاستضافته حين غادر تونس، بحيث أنَّ هناكَ روابط بينهما، وفقَ ما توردُ لوموند، كام هو الشأن بالنسبة إلى علاقة الصداقة التي كانت تربطُ وزيرة الخارجية السابقَة في فرنسا، ميشَال أليوت مارِي، بأشخاص محسوبين على معسكر الأعمَال التابع لبن علِي، الذِي لم يكن نظامه وأصهاره يفرقون، حسب مراقبين، بين السلطَة والمَال. وفِي سعيهَا إلى محو خطيئة دعم بن علِي، أعلن الرئيس فرانسوَا هولاند، عن تحويل جزء من الديون التونسية، قدر ب60 مليون أورُو، إلى مشاريع استثماريَّة، مع تقديم دعم قدرهُ 500 مليون أورُو، لدعم المرحلَة الانتقاليَّة في تونس، التِي كانت محطَة بالأمس لأول زيارة يقومُ بهَا رئيس فرنسي إلى البلاد، بعد سقوط فرار بن علِي.